تشتكي 80 عائلة بعين البنيان من عدم استفادتها من الماء والكهرباء والغاز منذ أن سكنت بهذه المنطقة السكنية خلال 2009، ورغم كل الشكاوى والمراسلات التي رفعتها هذه العائلات إلى مختلف السلطات المعنية إلا أن الأمور لا زالت تسير بشكل بطيء للغاية وسط معاناة كبيرة· يهدد الإفلاس 80 عائلة مستفيدة من مشروع 80 مسكنا تساهميا بعين البنيان، بعد أن استغلت كل مدخراتها ما بين تكاليف الكراء وديون متراكمة مع البنك، وفي الأخير تلقت سكنات غير مكتملة الإنجاز خاصة من ناحية تزويدها بأهم ضروريات العيش من ماء وكهرباء وغاز، ففي البدء كان الأمر عاديا فهم يعرفون جيدا أن التزويد بالكهرباء والغاز في السكنات الجديدة يأخذ وقتا، إلا الأمر زاد عن حده، فبعد عامين من السكن في هذه الشقق وجدت هذه العائلات نفسها مجبرة على صرف ما تبقى لها من أموال في تركيب أهم الأشياء في هذه الشقق من أنابيب وإعادة ترميم البلاط، خاصة أن أغلب المواد والتجهيزات المستعملة ذات نوعية رديئة وبالتالي فكان من الضروري تجديدها، وبعد رحلة متعبة من إيداع الشكاوى لدى أغلب الجهات المعنية من مصالح سونلغاز والولاية والدائرة بدأت الأشغال منذ شهر تقريبا، وفيما يخص توصيل الكهرباء فلا ينقص إلا تركيب عدادات الكهرباء أما الغاز فلم تبدأ بعد أشغال الحفر لتنصيب الأنابيب تحت الأرض، وهذا أكثر ما يؤرق هذه العائلات التي عايشت محنة كبيرة خلال التقلبات الجوية الماضية من ناحية موجة الصقيع وانعدام إمكانيات التدفئة خاصة أن العديد من العائلات لديها أطفال صغار ورضع، ومازاد من تفاقم الوضع هو أزمة ندرة الغاز التي اجتاحت العاصمة خلال هذه الفترة العصيبة التي عانت فيها هذه الأسر من خلال رحلة البحث الطويلة والشاقة لمسافات طويلة على قارورة غاز واحدة وبأي ثمن كان، وبعد كل هذه المعاناة يجدون أنفسهم لا زالوا يستعينون بالشموع للإضاءة، والتلاميذ وجدوا أنفسهم وكأنهم في العصور الوسطى يدرسون على ضوء الشموع·· تناشد هذه العائلات بعين بنيان السلطات المحلية التدخل بشكل ملموس لإنقاذها من هذه المعاناة المتواصلة معها منذ أن سكنت بهذه الشقق أي منذ اكتمال المشروع في سنة 2009، فبعد أن تراكمت عليها الكثير من المصاريف وهي تأمل في أنها سترتاح منها بمجرد دخولها إلى هذه السكنات، وإذا بها تصدم لانعدام أبسط الأمور بل أهمها، والأسوأ هو سياسة التماطل التي اعتمدتها المصالح المعنية في إصلاح الأمور وتزويد 80 عائلة بالماء والكهرباء والغاز، فهذه العائلات تطالب فقط باستكمال إنجاز هذه الخدمات التي هي من حقها المشروع داخل هذه السكنات التي لم يمر على عمرها أكثر من عامين، فالمقاولون القائمون على إكمال إنجاز هذه الأشغال هم مسؤولون بدرجة أولى على تعطيل الأمور والتي يبقى ضحيتها هذه العائلات الغارقة في هذا الكابوس التي حسبته في الأول حلما جميلا بتحصلها على هذه الشقق بعد معاناة طويلة مع أزمة السكن··