لقد أصبحت سباقات السرعة في السنوات الأخيرة تستهوي الفتيات والنساء بقدر ما تستهوي الشبان، حتى أنّ الكثيرات دخلن سباقات السرعة محطمات بذلك صورة المرأة التي تقود بهدوء وتحترم إشارات المرور. لم تعد السرعة في قيادة السيارة حكرا على الرجال، وخاصّة منهم الشبان الذين بلغ بهم الطيش درجة ألا يقيمون وزنا لحياتهم، فينطلقون في سباقات مجنونة، يضعون أرواحهم في خطر، ويتعدون كذلك على حق الغير من السائقين في الحياة، هو ما تفعلهن وللأسف، بعض النسوة، ليس بواسطة السيارة فقط، بل حتى بالدراجات النارية، حيث ينطلقن في جماعات، قد تكون مختلطة بين إناث وذكور، وقد يكن لوحدهن، وهو ما قالته لنا نسرين، الفتاة صاحبة السادسة والعشرين من العمر، والتي تعمل في شركة خاصة، تقول أنّ لديها حياة أخرى مع سباقات السرعة، حيث أنها وفي كل نهاية أسبوع تخرج مع صديقاتها ليتبارين على الطرقات السريعة، وأحيانا حتى في المدينة، وتضيف قائلة:" أقوم بتلك السباقات، والتي اخجل منها، منذ أكثر من ثلاث سنوات، فقد كنت متهورة في القيادة، وقد اقترحت علي صديقة لي من أيام الجامعة مرة أن نلتقي أسبوعيا لنفعل ذلك، فوافقت، وقد أصبحت خلال أيام العطلة أكثر هدوءا ورصانة في القيادة، فقد اكتفيت بتلك السباقات"، وعما إذا كانت تنوي أن تتوقف عنها تقول لنا:" أنا اعلم خطرها علي وعلى غيري، لكني أظن أن هذا فوق طاقتي، فان أعيش بشخصيتين، واحدة هادئة طيلة أيام الأسبوع في عملي وبيتي، وأعيش تلك المغامرة مرة في الأسبوع مع صديقاتي، وأظن أنني لو استقر في بيتي مع زوجي سأصبح أكثر رصانة، ولن احتاج إلى كل هذا التهور". سليمة، 22 سنة، من جهتها قالت لنا أنها تحب السرعة، وأكثر من ذلك تحب ركوب الدراجات النارية، والتي كل ما تراها تضعف أمامها، ولا تستطيع مقاومة جاذبيتها، وتحكي لنا سليمة بداية قصتها مع تلك الدراجات تقول:" منذ صغري كنت أحب ركوب الدراجات العادية، وعندما كبرت كان ابن عمي يركبني معه في الدراجة النارية، فاعتدت عليها وعلى ذلك الإحساس، لكني لم أجرؤ على شراء واحدة وقيادتها، لكني مع الوقت، خاصّة بعدما فقدت الاتصال مع ابن عمي ذلك، عاودني الحنين إلى تلك الدراجات، حتى أني طلبت من أبي، إذا ما تحصلت على شهادة الباكالوريا أن يهديني دراجة نارية ففعل، وصرت أقودها من فترة لأخرى، ولا اكذب عليكم فقد بلغ بي التهور أن صرت أسابق بها بعض الشبان من الذين اعرفهم، او غيرهم ممن يتحرشون بي في الطريق، اعلم أن ذلك خطير، وانه يؤدي إلى الهلاك، لكن ما عساني افعل، فالدراجة النارية بالنسبة لي أكثر من مجرد هواية، ولا استطيع أن أتخيل نفسي أعيش بدونها، لهذا لا بد من وجود سباقات منظمة، يستطيع المرء فيها أن يمارس هوايته المفضلة، والتي تجعله حتما لا يغامر بنفسه، ويسابق السيارات في الطرقات السريعة". وبالمقابل فقد كان لنا حديث مع الأستاذة "م.ر" المختصة في علم الاجتماع، والتي استفسرناها فيما يدفع الفتيات إلى مثل تلك المغامرات، وفيما إذا كانت وزملاؤها يساهمون خلال السنة الدراسية في توعية الطالبات، تقول لنا:" إنّ سن المراهقة هي سن حساسة بالنسبة لكل واحد فينا وخاصّة الفتاة، والتي تحاول أن تبحث لها في كل مرة عن مغامرة جديدة تثبت بها وجودها، لهذا فعادة ما تكون متسرعة وطائشة، ويظهر ذلك في كل حياتها، ومن بين تلك الجوانب قيادة السيارة، وفي الحقيقة فقد شاهدت الكثير من الطالبات اللائي كن ياتين إلى الجامعة بسياراتهن، وحتى بالدراجة، ولأني كنت قريبة منهن فقد كن يحكين لي عن مغامراتهن، وجنونهن على الطريق، وكنت انصحهن، ولكني كنت اعلم انه لا بد من مجهود كبير لإقناعهن، فنجحت مع بعضهن وفشلت مع أخريات، حتى أنّ طالبة كانت تدرس عندي أرهقتني محاولات إقناعها بضرورة التعقل على الطريق، لكني لم افلح، وفي سنتها الأخيرة بالجامعة تعرضت إلى حادث مرور، أصبحت معه ملزمة على البقاء على الكرسي المتحرك، فجاءتني نادمة على ما فعلت، فلم أجد إلاّ أن اعزيها في مصابها