استطاعت المرأة في السنوات الأخيرة أن تنتزع المقود من يد الرجل بجدارة وأن تحتل مكانة متميزة في عالم السياقة بدون منازع وأن تشاركه طرقات المدن، فرغم الصعوبات والعراقيل التي تصادفها يوميا من الرجل إلا أن ذلك لم يثن عزيمتها وولعها بقيادة السيارة. اثبت الإحصاءات الأخيرة ارتفاعا محسوسا فيما يتعلق بالنساء الحاصلات على البطاقة الرمادية اللواتي اقتحمن عالم السياقة بجدارة وتميز، وأضحت مختلف الشوارع تعج بالسائقات حتى في الولايات الداخلية التي بدأت تسجل يوما بعد آخر مشاركة المرأة الرجل طرقات المدن وبددت الكثير من المخاوف التي كانت تنتاب المرأة عند قيادتها للسيارة. وحسب آراء بعض العاملين في مصلحة البطاقة الرمادية فقد تزايدت نسبة امتلاك المرأة للسيارة بأكثر من 60 بالمائة بالمقارنة مع السنوات القليلة الماضية كما أن مدارس تعليم السياقة بدأت تشهد هي الأخرى إقبالا معتبرا من طرف فئة النساء، فالمرأة لم تعد تكتفي بالأدوار التقليدية التي تحشرها في البيت وتربية الأطفال وقادها الطموح إلى تخطي جميع العقبات والضغط على مكابح السيارة وممارسة القيادة لحاجة اقتصادية أو لتحقيق برستيج اجتماعي خاص طالما سعت إليه الكثير من النساء باعتبار أن السيارة توفر جانب هاما من صور التحضر. ولم يقتصر اقتناء السيارة على النساء العاملات فقط بل أضحت الكثير من ربات البيوت تسعين إلى اقتناء السيارة وقيادتها لقضاء حاجيات البيت وإيصال الأبناء للمدارس واستعمالها في تنقلات العائلة المختلفة التي لا يكون الزوج متواجدا في اغلبها لارتباطات أخرى. السيارة صغيرة الحجم الأكثر طلبا تلقى السيارات ذات الحجم الصغير إقبالا متميزا من طرف النساء حيث تفضل أغلبيتهن اقتناء مثل هذا النوع من السيارات التي تلائم النساء أكثر من الرجال، ويؤكد ممثلو سيارة هيونداي بالجزائر أن ماركة سيارة أتوس تشهد رواجا واسعا وسط السيدات حيث بلغت نسبة الإقبال عليها 60بالمائة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى للسيارات التي تعرف رواجا في الجزائر نظرا لصغر حجمها وجمال تصميمها. أما سيارة ماروتي فقد استحوذت على 40بالمائة من حجم إقبال النساء على اقتنائها. وحسب الممثل التجاري للعلامة السيد بجاوي فان العنصر النسوي يحتل الصدارة في اقتناء السيارة وتحتل نسبة البيع بالتقسيط 80بالمائة من حجم المبيعات، وحسب ذات المتحدث فان السيارة الصغيرة الحجم تلقى دائما رواجا بين النساء حيث تعتبر سيارة اقتصادية وسهلة الاستعمال. وتؤكد العديد من السيدات أنهن يفضلن اقتناء السيارة صغيرة الحجم لأن النساء عندنا اعتدن قيادة هذا النوع من السيارات ونادرا ما ترى نساء يقدن سيارات كبيرة الحجم أو ذات الدفع الرباعي لارتفاع أسعارها أولا وثانيا لأن شكلها لايناسب المرأة، فكلما كانت السيارة صغيرة كانت أفضل للمرأة خاصة وأن اغلبهن يتعلمن السياقة لأول مرة في سيارات صغيرة الحجم لذلك يفضلن البقاء على متن هذا النوع من السيارات. إقبال مضاعف على مدارس السياقة يؤكد أصحاب مدارس على تزايد أعداد النساء الراغبات في الحصول على رخصة سياقة، فأمام دخول المرأة القوي لعالم الشغل وتمكنها من بلوغ مراتب ومناصب عليا أرادت أن تدعم استقلاليتها بامتلاك سيارة تقودها بنفسها دون اللجوء إلى الرجل. ويرى عبد الحميد صاحب مدرسة سياقه بالدار البيضاء بالعاصمة أنه من بين 140متعلم هناك 80امرأة تود الحصول على رخصة السياقة، ففي وقت مضى كان إقبال النساء محتشما إلا أنه في السنوات الأخيرة شهد ارتفاعا محسوسا خاصة بعد رواج أخبار ارتفاع تكلفة الحصول على رخصة السياقة وهو أمر ضاعف من إقبال الجنسين على مدارس السياقة خاصة فئة الطالبات الجامعيات. المرأة أكثر اتزانا بينت مختلف الدراسات والأبحاث السوسيولوجية أن النساء يعتبرن أكثر رصانة من الرجل فيما يخص قيادة السيارة، حيث يتصف الرجال بالتهور والغرور وحب الاستعراض وبالمقابل نجد المرأة أكثر تعقلا واحتراما لقوانين المرور ومراعاة كل شروط السياقة وتفادي السرعة الفائقة، فحين يلجأ الرجل إلى العدوانية إذا صادف مشكلة ما على الطريق تصمد المرأة وتواجه المواقف نفسها بحكمة وحنكة دون اللجوء إلى التهور والعدوانية، و يحاول الرجل دائما تذكير المرأة بكثير من السلبيات التي يراها هو مثل قلة تجربتها على الطريق وعدم ثقتها بقدرتها على القيادة وترددها إلا أنها أيضا لا تسلم في كثير من الأحيان من شتائم الرجال وحتى اصطدامه بسيارتها متعمدا بسبب بطئها ويتهمها بتعطيل حركة السير.