يجد الكثير من التجار مع بداية موسم الأفراح الفرصة لإلهاب جيوب المقبلين على إقامة أعراس أبنائهم وبناتهم وهو ما شهده سوق ملابس العروس في الآونة الأخيرة، بحيث مس ارتفاع الأسعار جل أنواع الملابس التي عادة ما تستعملها العروس الجزائرية في تصديرتها على غرار جبة المجبود القسنطينية والقفطان المغربي والكاراكو العاصمي والجبة القبائلية إلى غيرها من أنواع الملابس التي لا يسعنا المقام لذكرها كلها· عرفت النواحي المخصصة لترويج مثل تلك السلع إقبالا من طرف العرائس من كل النواحي، ونجد على رأس كل تلك النواحي الناحية التي ذاع صيتها بين الكل وهي (زنيقة العرايس) التي يتوفر فيها كل شيء وأي شيء يخص العريس مما جعلها تعج بالزبونات في الآونة الأخيرة إلى درجة يعجز فيها المرء منا على تتابع خطواته بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها في هذه الأيام، دون أن ننسى كذلك سوق باب الرحبة بالبليدة الذي يعرف هو الآخر توافدا من طرف الزبائن المقبلين على إقامة أعراس بالنظر إلى توفر حاجيات تخص جهاز العروس وتجهيز البيت· وكانت وجهتنا (زنيقة العرايس) لترصد الأسعار ومدى مطابقتها للقدرة المادية للعروس، فلاحظنا اللهيب الذي مس كل المقتنيات بأبسط جزئياتها وصولا إلى الضروريات التي يغلى هي الأخرى ثمنها، ولم يسلم ولا شيء من اللهيب، وهو نفس ما وضحته لنا بعض الفتيات المقبلات على الزواج اللواتي اقتربنا منهن لرصد آرائهن في الأسعار، فبين عدم رضاهن في ظل محدودية قدراتهن المادية، منهم الآنسة لبنى المقبلة على الزواج في الأشهر القليلة المقبلة قالت إنها وجدت نفسها عاجزة في ظل المتطلبات الكبيرة للعرس ما يقابله الارتفاع الكبير لأسعار جهاز العروس لتضيف أنها تعكف على التوجه إلى الكراء كحل أخير خاصة وأنها ليست لها القدرة لاقتناء بعض الملابس وهي على تلك الأسعار، فالقفطان المغربي وصل إلى 60 ألف دينار، جبة الفرقاني وصلت إلى 70 ألف دينار، الكاراكو العاصمي وصل هو الآخر إلى 50 ألف دينار ····فكلها أسعار لا توافق قدرات الأغلبية· نفس ما راحت إليه الآنسة سهام التي قالت إن التجار وجدوا الفرصة لإلهاب جيوب المواطنين مغتنمين بداية الأعراس، وهي شخصيا لم تستطع اقتناء بعض الحاجيات التي تنقصها ولجأت إما للخياطة أو الكراء ولولا تلك الحلول لما تمكنت من إقامة تصديرتها مثلها مثل باقي الفتيات· وعرفت مراكز كراء فساتين العروس إقبالا منقطع النظير ما وضحته عاملة بمركز بئر خادم التي قالت إن الطلبيات على ملابس العروس بدأت تحجز لديهم من طرف العرائس قبل أشهر خوفا من عدم الظفر بما يليق بهم، وأضافت أن الكراء بات الحل الذي تنتهجه العديد من الفتيات المقبلات على الزواج خاصة مع اللهيب الذي تعرفه ملابس العروس على مستوى المحلات، فالكراء ربما لا يكلفهم سوى ربع السعر وبذلك يكسبون المبالغ المتبقية في قضاء الحاجيات الأخرى التي تلزم العروس· وبالتالي صار اللجوء إلى الكراء عادة لا جدال فيها وصارت العرائس تلتجىء إليه لفك غبن استعصاء شراء الملابس وهي على تلك الأسعار المرتفعة وهي كلها تكاليف فرضها عرف التصديرة الذي لا تخرج عنه أي عروس جزائرية ويعتبر ركنا ملزما في العرس الجزائري لا نقاش فيه·