تعيش أزيد من 35 عائلة حياة العزلة والتهميش داخل سكنات هشة مشيدة من (الباربان) والزنك بحوش سوفطة بلدية حجوط ولاية تيبازة، حيث لا تفوق مساحة هذه البيوت إن صح تسميتها كذلك، عشرة أمتار مربعة، وبالإضافة إلى ضيق وطبيعة المكان يعاني أفراد هذه العائلات من عدة أمراض مزمنة منها الربو والحساسية المفرطة، وعدة تعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية تزداد سوءا يوما بعد يوم جراء الوضعية الكارثية التي تعيشها العائلات في ظل انعدام أدنى وسائل الحياة الكريمة· الواقع الذي وقفت عليه (أخبار اليوم) جد صعب وقاس تتخبط في أحضان معاناته هذه العائلات التي أكدت خلال حديثها الممزوج بالحسرة والأسى، حيث أعربوا عن سخطهم الشديد عن الوضعية التي يعيشونها والتي أقل ما يقال عنها إنها تفتقر لمتطلبات العيش الكريم، ابتداء من غياب قنوات الصرف الصحي المحولة إلى الوادي المحاذي للمزرعة نجمت عنها روائح لا تطاق، في حين لم تستبعد تلك العائلات إمكانية إصابتهم بالكوليرا والوباء خصوصا مع حلول فصل الصيف أين تتأزم وضعيتهم· ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد بل هناك مشاكل بالجملة تعيشها العائلات في ظل انعدام أدنى الضروريات من ماء الشرب وانعدام غاز المدينة، الأمر الذي يؤرقهم إزاء رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان، وما زاد من متاعبهم هو قطع مسافة 1 كيلومتر للوصول لمقر البلدية من أجل جلبها الأمر لذي نغص عليهم راحتهم وأثقل كاهلهم، وفي السياق ذاته أبدى هؤلاء السكان تذمرهم من سياسة التهميش المنتهجة من طرف لسلطات المحلية التي ضربت كل مشاكلهم عرض الحائط دون أي تدخل لاحتواء ولو جزء من معاناتهم اليومية منذ أكثر من 20 سنة تهميش وعزلة مفروضة عليهم، كما لم يكن هؤلاء ضمن خريطة الجزائر على حد تعبيرهم· وأضاف محدثونا أن هؤلاء المسؤولين لا يتذكرونهم إلا مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تتوالى زيارات السلطات المعنية لأخذ أسمائهم تصاحبها مجموعة من الوعود الزائفة التي لا تعرف تجسيدها على أرض الواقع، كما أن كل المجالس المتعاقبة على البلدية لم تغير أو تضيف شيء لسكان (حوش سوفطة) المنسي حسبهم رغم الشكاوي والمراسلات المتعددة في كل مناسبة خصوصا بعد التقلبات الأخيرة أين تعرض هؤلاء السكان لأصعب الظروف، حيث تحوّلت بيوتهم إلى مستنقعات ومسابح نتيجة تسرب مياه الأمطار التي تساقطت بكميات معتبرة أين تحولت حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وحسب شهادات السكان أنه رغم إطلاق نداءات الاستغاثة للسلطات إلا أنها لم تحرك ساكنا أو تكلف نفسها عناء نقلهم لعين المكان والوقوف على الوضعية المزرية وحجم المأساة التي مرت عليهم، خاصة وأنهم لا يمكن أن يتحركوا من دون تدخل المسؤولين، لاسيما وأن تحريك عجلة التنمية من اختصاص البلدية· ويضيف أحد القاطنين بالحي أنه لا يعقل في قرننا الحالي لا يزال مواطنون يعيشون على الشموع أو بإيصال أسلاك كهربائية بطريقة عشوائية لإنارة منازلهم، قد تضرهم أكثر مما تنفعهم، كما أن هذا الإيصال الفوضوي للأسلاك في حد ذاته يشكّل خطرا على حياتهم، بسبب إمكانية حدوث شرارات كهربائية· لذا ونظرا لخطورة الوضع وما يصاحبه من انعكاسات خطيرة على صحة تلك العائلات سواء بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي التي تطفوا مياهها القذرة على السطح نتيجة انسدادها كل مرة نظرا لتشييدها بطريقة تقليدية والتي تنجر عنها روائح كريهة تملأ أرجاء المكان والتي تهدد بكارثة وبائية إيكولوجية، هذا من جهة ومن جهة أخرى الظروف البدائية المحضة والصعبة التي يعيشونها في تلك الإسطبلات التي تصلح لأن تكون مساكن لآدميين ونحن في 2012· وعبر صفحاتنا جددت تلك العائلات المحطمة نداءها إلى السلطات المعنية قصد انتشالها من حياة التهميش والعزلة وعمق المأساة التي تعيشها في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة الكريمة التي تحفظ ماء الوجه مطالبين بترحيلهم إلى سكنات لائقة·