على الرغم من أنها عادات بعيدة عن مجتمعنا أو ربما قد تمس الطبقات الغنية إلا أننا لا ننفي أنها وصلت حتى إلى الطبقات المتوسطة، ألا وهي طريقة الإطعام السريع التي باتت تصل إلى البيوت الجزائرية عن طريق أعوان يجلبون الوجبات كاملة، وقد شاعت تلك الظاهرة بين مروجي طبق (البيتزا) الشهير الذين باتوا يملأون الشوارع والأزقة بدراجاتهم النارية لتوصيل تلك الأكلة إلى الزبائن في نواح متفرقة. طالت الظاهرة الأطباق المتنوعة الأخرى التي لا تضمن أكل فرد أو فردين فحسب بل عائلات بأكملها قد تحوي ضيوفا بين أفرادها، مما يؤكد أن العائلة الجزائرية صارت تصلها بعض الأعراف ربما قد تكون مستوردة من الخارج على غرار الدول المشرقية التي ذاع صيت مثل تلك الخدمات على مستواها، لكن بالنسبة للعائلات الجزائرية فهي عادات جديدة بدأت تتغلغل شيئا فشيئا وحظيت بتجاوب العديد من العائلات. ووجدت النسوة العاملات اللواتي يشتكين دائما من ضيق الوقت وانعدامه أصلا الفرج في تلك الخدمة المقدمة من طرف بعض المطاعم التي تضمن وصول تلك الوجبات إلى طالبيها من الزبائن، ولا يكلفهم الأمر إلا مكالمة هاتفية لا تتعدى ثوان معدودة من أجل حجز الطلبية وتحديد عدد الأفراد لكي تكون الكمية متماشية وعدد الأفراد فتصلهم الوجبات إلى منازلهم بدل تنقلهم إليها. وصارت الملصقات تملأ الجدران من أجل التشهير بتلك الخدمة من طرف بعض المطاعم التي تعتمد تلك الطريقة، وتجاوب معها الكل خاصة وأن تلك الملصقات تحدد أنواع الأطباق والكمية المطلوبة وكذا الأسعار ونجدها ملمّة بكل المعطيات التي يحتاجها الزبون قبل الاتصال. صادفتنا إحدى تلك الملصقات التي انجذب إليها الكثير من المواطنين على مستوى القبة، بحيث دوّن أصحاب المطعم كل المعلومات الشخصية ونوعية الأطباق التي يوفرها المطعم والتي يضمن وصولها إلى غاية منزل الزبون، وكانت هناك آراء لبعض المواطنين الذين كانوا يدونون المعلومات منهم إحدى السيدات التي قالت إنها فعلا خطوة إيجابية انتهجتها بعض المطاعم لفك الغبن عن النسوة قليلا خصوصا عند حضور الضيوف، بحيث سهلت طريقة إكرامهم لاسيما وأن الوجبات تصل إلى البيوت دون عناء التنقل إلى تلك المطاعم.