أطباق تحضر بلحم الغزال و السمك الطازج في مطعم شعبي بقسنطينة شحذ مطعم «سانتا كروز» بوسط مدينة قسنطينة كل امكانياته من ديكور جذاب و أوان فخارية أنيقة و أطباق متوسطية متنوعة من تحضير طباخين يحملون شهادات عالية، لينافس باقي مطاعم المدينة التي تتكاثر كالطحالب و تستنسخ نفس الوجبات تقريبا، فتمكن من استقطاب أعداد كبيرة و متزايدة من الذواقين و الفضوليين من مختلف الشرائح الاجتماعية و جميعهم يحتارون في الاختيار بين أطباق الشيف حسان المغربية و التونسية و التركية و أنواع البيتزا الايطالية من تحضير الشيف شعيب والشاورما السورية من توقيع الشيف ناصر . بمجرد أن تقترب من منتصف شارع العربي بلمهيدي ،سيتسرب إلى أنفك مزيج من الروائح النفاذة لعدد لا يحصى من التوابل المستوردة التي يحضر بها الشيف حسان، 30 عاما، 18 طبقا متنوعا من بينها:»شانكافا» السمك و «شانكافا» الدجاج و «الكمونية»و «ماينما» لحم الغزال و ال»كارنييارك» و شيش كباب»و «شيش طاووق»و القرع والباذنجان المحشي و طاجين البرقوق (العين)و الجوز «المعسل «وسلطة فواكه البحر و سمك «الميرلان» و سلطة الفواكه بالمكسرات...و القائمة تتغير و تتجدد يوميا لإرضاء مختلف الأذواق و محاربة الملل و جميعها كما أكد الشيف ذو الجذور و الجنسية الجزائرية و المغربية المشتركة صحية خفيفة و غير دسمة بأسعار مقبولة و معقولة بالنظر إلى مكوناتها و الأسعار الرائجة بباقي المطاعم القسنطينية . الشيف حسان: جئت إلى قسنطينة تلبية لنداء الصداقة و الأخوة قال الشيف حسان ،بأن حبه للتنويع و التجديد في الطعام ،دفعه لتعلم الطبخ العالمي و عدم الاكتفاء بالوصفات المغربية التي تعلمها منذ نعومة أظافره فقرر متابعة دراسات عليا بجامعة الطبخ و الفنون بالمملكة المغربية و تخرج ضمن دفعة 1999. و أضاف بأنه تخصص في تحضير أطباق عالمية بكافة أنواع اللحوم البيضاء و الحمراء و الأسماك و 36 نوعا من عصائر الفواكه و 36 صنفا من السلطات و 9 أنواع من الحساء و الشربة.و عمل بالمطاعم و الفنادق السياحية الكبرى بالدارالبيضاء المغربية،و أغادير و طنجة و وجدة ثم توجه للعمل في تونس و ليبيا و تركيا ،قبل أن تفتح له الجزائر أحضانها في 2002. فكانت محطته الأولى المطاعم و الفنادق الوهرانية الكبرى،قبل أن يتوجه إلى مطاعم بجاية و عنابة و جيجل . و بالعاصمة سطع نجمه في مطاعم الفنادق الفخمة و خاصة ذات الخمسة نجوم: «الشيراتون» و «السوفيتال» و تذوق كما قال - العديد من الشخصيات السياسية و الديبلوماسية أطباقه يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و الرئيس الأسبق أحمد بن بلة و الوزير الأول أحمد أويحي و غيرهم . و بخصوص قدومه إلى قسنطينة للعمل في مطعم شعبي جديد يستقطب مختلف الشرائح الاجتماعية، أوضح بأنه لبى نداء الصداقة قبل كل شيء، فهو أقوى من الشهرة و المال .فقد كان صاحب المطعم حمزة أحد زبائنه بمطاعم الدارالبيضاء المغربية ثم وهران قبل أن تربطهما علاقة قوية امتدت عبر سبع سنوات من المودة و الأخوة . و عندما قرر هذا الأخير خوض تجربة فتح مطعم «سانتا كروز» أو «الطعام الذهبي»اتصل به فنصحه بالتنويع في المأكولات و لم يلبث أن اقترح عليه العمل معه و مساعدته، فلم يجد بدا من الموافقة على عرض أخيه . و شرح بأنه سعيد بهذه التجربة الجديدة و قد أعجب بقسنطينة و أهلها الذين أحبوا بسرعة أطباقه المتوسطية ،المغربية والتونسية و التركية و سلطاته الايطالية و استغرب لكثرة المطاعم بها مع غياب التخصصات.وذكر بأنه يستيقظ كل يوم على الساعة السادسة صباحا ليتكفل بتحضير 18 طبقا متنوعا، يشرف على تقديمها بنفسه، حسب الطلبيات ،في أطباق و طواجن فخارية تقليدية ذات أشكال و ألوان جميلة، تم جلبها من المغرب و تونس. و لاحظنا بأن طابقا المطعم بدآ يمتلئان بالزبائن منذ الساعة ال11 صباحا ليصلا إلى ذروة الاكتظاظ بين منتصف النهار و الواحدة و النصف و يستمر الإقبال طيلة فترة ما بعد الظهر إلى غاية الساعة السادسة مساء تقريبا ،رغم تناقص الأطباق الرئيسية تدريجيا وهيمنة الأكلات السريعة .و في أوقات الذروة تحظى الأطباق المغربية على حصة الأسد من الطلبيات. و قد أبدى مجموعة من الزبائن رضاهم عن التنظيم و النظافة و الخدمات السريعة و أنواع الأطباق الجديدة التي اكتشفوها بالمطعم.أما عن الأسعار فيمكن للزبون أن يختار الأكلة حسب امكانياته المادية و هي تتراوح بين 100و 700 دج عموما . و تصل إلى 1800 دج إذا تم تحضير «ماينما» الغزال من حين لآخر و هو عبارة عن لحم الغزال المتبل و المشوي على الجمر . و لا يتردد الشيف حسان في مراعاة القدرة الشرائية للزبائن و ارضاء فضولهم و الترويج لأطباقه في نفس الوقت. فإذا صارحه زبون بأنه يريد تذوق العديد من الأطباق مقابل 250 دج مثلا ،يأخذ طبقا أصغر من الاعتيادي و يلبي طلبه و هكذا . و الجدير بالذكر أن كافة الأطباق المعروضة تم تحضيرها باللحوم و الكبد و الأسماك البيضاء و الكالامار و الجمبري و المحارات المختلفة . و للبطاطا و الباذنجان و القرع و الفلفل الأخضر ،حضور مميز في الأطباق المعروضة إلى جانب الأرز والمكسرات و الفواكه الجافة و العسل الطبيعي و الأجبان و الزيتون.و يتم تتبيلها بحوالى 36 بهارا مستوردا و أعشابا عطرية. الشيف شعيب :أقدم بيتزا «الوردة» من ابتكاري قال الشيف شعيب بأنه أقام حوالى 15 عاما بألمانيا و إيطاليا و هناك درس فنون الطبخ الأوروبي و تخصص في تحضير كل أنواع البيتزا ، لأنها الأكلة الخفيفة المفضلة لدى مختلف سكان المعمورة تقريبا . و عمل بالعديد من المطاعم هناك، قبل أن يقرر العودة إلى أرض الوطن نهائيا . و أضاف بأن ظروف العمل بكل من ألمانيا و إيطاليا أفضل بكثير من قسنطينة ، لكن هنا مسقط رأسه و مهد صباه و أهله و أصدقائه وهنا عثر أخيرا على الاستقرار. و استطرد قائلا بأنه عمل بالكثير من المطاعم لسنوات عديدة ،قبل أن يقرر الإنتقال إلى «سانتا كروز» ، المطعم الذي يتيح له الفرصة لإبراز أنواع جديدة من البيتزا من بنات أفكاره و ابداعه و يضع رهن إشارته مختلف المكونات المحلية و المستوردة . و قد لاحظ خلال فترة قصيرة من شروعه في العمل تزايد الطلبيات بشكل مطرد على قوالب البيتزا التي يحضرها على الطريقة الايطالية سواء البيتزا المتوسطية أو النباتية أو الصقلية أو النابولية أو «ريجينا» و «الفصول الأربعة مما شجعه على عرض بيتزا من ابداعه اسمها «سانتا كروز» على اسم المطعم إلى جانب بيتزا على شكل وردة متفتحة ترمز لجمال الربيع . الشيف ناصر : أحضر شاورما سورية ب16 بهارا يقف الشيف ناصر، بمدخل المطعم طوال النهار ليشرف على تحضير أكلة شاورما يراهن على أنها جديرة بمنافسة مجموعة المطاعم التي تحيط به من كل مكان ،متفننا في عرضها .و يقول هذا الشاب النشط بأنه تعلم على يد سوريين محترفين لمدة سنوات كيفية تحضيرها .موضحا بأن الفرق بين الشاورما السورية و التركية يرتبط بمكوناتهما و نكهتيهما .و النوعان أصبحا رائجين بالجزائر و الكثيرون لا يميزون بينهما ...حتى أن الشاورما أصبحت تحظى بنفس رواج الأكلات الشعبية حسبه و شرح بأن التركية تحضر بمختلف اللحوم البيضاء و الحمراء و النقانق و السمك . أما السورية فتحضر بلحم الدجاج و الديك الهندي و الكفتة . و يحرص على مزجها ب16 نوعا من التوابل و إضافة كريمة الثوم إليها ليسهل هضمها . و أعرب عن رضاه عن التهافت على اقتناء «ساندويتشاته». صاحب المطعم :لولا بيع البيتزا و الشاورما لما حققت التوازن بين الايرادات و النفقات قال من جهته صاحب المطعم ، حمزة ط ،و هو أيضا شاب في الثلاثينات ، بأنه كان مدير مبيعات بشركة بوهران و كلما كان يزور قسنطينة مسقط رأسه مع صديقه لا يجد مطعما مناسبا بوسط المدينة، فيضطر للذهاب إلى الخروب لتناول اللحم المشوي. و تخمرت في ذهنه تدريجيا فكرة فتح مطعم للعائلات القسنطينية يتعرفون فيه على أطباق تقليدية و عصرية من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط . و اعترف بأن الأطباق المتنوعة التي يحضرها صديقه حسان مكلفة جدا مقارنة بأسعارها و يحقق التوازن بين الايرادات و النفقات بفضل مبيعات الشاورما و البيتزا . مؤكدا بأنه سعيد بخوض هذه التجربة الجديدة و بتهافت الزبائن على مطعمه الذي لم يمض على افتتاحه سوى ثلاثة أشهر تقريبا.و يستعد لفتح مطعم آخر بباتنة و هوعلى اتصال كما أكد بطباخين من ذوي الشهادات العالية و الخبرة الواسعة للمشاركة في مشروعه . حيث أسر إلينا بأنه يحلم بفتح سلسلة مطاعم بمختلف أنحاء الوطن لاحقا. و بخصوص سؤالنا عن كيفية حصوله على لحوم الغزلان، الحيوانات المحمية التي يحظر اصطيادها ببلادنا ،رد بأنه يتعامل مع أصدقاء يحضرونه له من حين لآخر من جنوب البلاد لكي يعرف زبائنه بطعمها اللذيذ و المميز و الأطباق الشهية التي يمكن أن تحضر بها . أما باقي الأطباق فتحضر بلحوم محلية طازجة ، مشيرا بأنه أبرم اتفاقية مع صيادين جيجليين لتزويده بأنواع الأسماك و فواكه البحر الطازجة و يستورد التوابل و المكسرات و الفواكه المجففة و بعض أنواع الأجبان من المغرب .