إذا أردت تذوق طبق سمك.. وإذا كنت في ورطة وطلب منك صديقك دعوته لتناول طبق سمك لذيذ، خاصة إذا كان الضيف أجنبيا.. وإذا كنت لا تملك من المال لدعوة ضيفك إلى مطعم فاخر مختص في السمك..و..و.. فما عليك إلا التوجه رأسا إلى شارع “لي هال” في ببلوزداد، بالعاصمة، والوقوف في طابور أمام مطعم “بوتشيش” مطعم عائلي يحافظ على أسعار منتوجاته رغم ارتفاعها في الأسواق يشهد مطعم “بوتشيش”، إقبالا واسعا من طرف محبي أطباق السمك للإستمتاع بأنواع الحوت المتعددة التي يتفنن السيد دحمان وإخوته في تحضيرها. وللأسعار المعقولة يقصده من لا يستطيع تحمل تكاليف شراء السمك ب 300 دج للكلغ الواحد في أحسن الأحوال. في أي وقت تقصد مطعم بوتشيش المختص في أطباق السمك تجده ممتلئا عن آخره، رغم ضيق المكان. ولمعرفة سرّ الإقبال الكبير الذي يشهده المحل حللنا ضيوفا عليه، والتقينا بالأخ الأكبر، السيد دحمان، قابض خزينة النقود في المطعم. أخبرنا دحمان أن المطعم مشهور بكل أنواع السمك منذ أن بدأ نشاطه إبان الإحتلال، حيث ورثه وإخوته الخمسة عن والدهم، مشيرا إلى أنهم تحصلوا على شهادات شرفية في مسابقات نظمتها بلدية سيدي امحمد، والتي دارت حول أحسن مطعم خاضع لشروط النظافة. وأضاف المتحدث أن آخر الشهادات المتحصل عليها كانت في17 جوان 2009، إذ احتل المرتبة الأولى، وفي سنة 2003 تحصل المطعم على المرتبة الثانية من بين المطاعم التي اختيرت كأحسن المطاعم في بلدية سيدي امحمد. وتحدث دحمان عن الإقبال الذي يشهده المحل طوال أيام الأسبوع، ما عدا يوم الجمعة، وهو يوم عطلة، مضيفا أن الزبائن الذين يقصدون المطعم من كلا الجنسين، ومن موظفين وإطارات في الوزارات، بل وحتى أجانب. وأفاد المتحدث أن المطعم يعمل على إرضاء الزبائن ويقدّم خدمات جيّدة وأطباق لذيذة ونظيفة، مضيفا أن أسعار أطباق السمك هنا ثابتة، حيث تجد طبق السردين، مثلا، ب150 دج، بالرغم من الارتفاع الذي تشهده أسعار الأسماك في الجزائر، والتي تصل إلى 450 دج. وأوضح المتحدث أنه يجلب كل أنواع الأسماك من شخص يعمل في مجال صيد الأسماك في مسمكة العاصمة، وفي بعض الأحيان يقوم الصياد بنفسه بجلب كل الأسماك التي يصطادها من البحر إلى المحل، والتي تحدد توفرها حالة الطقس، مشيرا إلى أن المحل يطبخ كل أنواع الأسماك الموجودة في الجزائر، الطازجة منها، مؤكدا أن المطعم لا يستعمل الأسماك المجمدة إطلاقا. وأضاف السيد دحمان أن العمل في المطعم يبدأ منذ الساعات الأولى لليوم قصد تحضير الأكلات التي يشرف عليها أحد إخوته بمساعدة عاملين بالمحل، ويستمر الطبخ إلى غاية ال 9 صباحا، حيث يكون المحل جاهزا لتقديم الخدمات للزبائن الذين يرتادون عليه ابتداء من الساعة 10 صباحا إلى غاية ساعات متأخرة من اليوم. وأشار المتحدث إلى أن المطعم يتعامل بخدمة الطلبات الجاهزة، خاصة مع العائلات والشركات والعاملين بمختلف المؤسسات، حسب عدد الأشخاص الذين يقبلون على المطعم لتذوق الأسماك اللذيذة. وأوضح محدثنا أنه، بالرغم من ضيق المطعم، إلا أنه يستقبل المئات من الزبائن، ما دفع الكثير من الأشخاص إلى طلب مشاركته في المحل وتوسيعه، إلا أنه لم يقبل الأمر لما للمكان من خصوصية وقيمة معنوية بالنسبة له. وأثناء جولتنا في المحل، تحدثنا إلى بعض الزبائن، وهؤلاء أجمعوا على الطريقة الجيدة الذي يطبخ بها الحوت، حيث قال محمد إنه لا يستغني عن الأطباق التي يقدمها هذا المطعم، إذ يقصده يوميا للإستمتاع بأطباق بوتشيش، مضيفا أنه غالبا ما يقوم بالترويج للمحل بطريقته الخاصة، وهذا بجلب أصدقائه لتعريفهم بالمكان. أما صديقه الذي قصد المكان لأول مرة، فقال إنه عند دعوة صديقه محمد له للغذاء ظن أنه سيصطحبه إلى أحد المطاعم الفخمة في العاصمة، إلا أنه عندما دخل المحل وتذوق طبق السمك به تأكد أنه يضاهي أكبر مطاعم البلد، وأن أكلاته طيبة. أما صديقه الثالث فتحدث لنا عن الأسعار التي يتعامل بها المطعم والتي اعتبرها في متناول الجميع.