احتضن أمس مستشفى الأمراض العقلية (فرنان الحنفي) بتيزي وزو فعاليات الطبعة ال 12 للملتقى الدولي للأيّام الطبّية العقلية التي أشرف على تنظيمها وككلّ طبعة مستشفى تيزي وزو الجامعي. وجاءت هذه الطبعة تكريما للبروفيسور المختصّ في الأمراض العقلية السيّد (بشير ريدوح) الذي يعدّ أوّل من عمل على تعزيز الولاية بمدرسة مختصّة في الطبّ العقلي رفقة المدير الحالي لمستشفى تيزي وزو السيّد (عباس زيزي). الملتقى الدولي عرف حضور عدّة مشاركين من المستشفيات المتواجدة بأرض الوطن كمستشفى باب الوادي، مستشفى باتنة وغيرها، ومن الدول الأجنبية على غرار فرنسا. وتمحورت فعاليات الطبعة الثانية عشر للملتقى الدولي للطبّ العقلي حول الألم والطرق العلاجية المنتهجة للفصل وتحديد طبيعة الأمراض التي يعاني منها المرضى، نفسية كانت أو جسدية أو عقلية. حيث تناول المتدخّلون موضوع الألم وكونه الواجهة الأساسية لموضعه وماهيته نفسيا كان كما ذكرنا أو عقليا أو جسديا، حيث يتمكّن الطبيب رفقة مريضه من تحديد نوعه لكونه واسطة أو رابطة تجمع بين الشخص المريض وجسمه. وأكّد الحضور أن آلام الرّأس التي يعاني منها العامّة لا تكشفها الفحوص والكشوفات العادية التي يخضع لها المريض، لأن أغلب الحالات لا تنجم آلامها عن الأمراض العضوية ويكون سببها نفسيا، لكن المريض لا ينتبه إلى ذلك. وأضاف هؤلاء أن أولى الطرق أو الحلول المتّبعة من قبل الطبيب هي إخضاع مريضه للفحوص والكشوفات الطبّية، وكذا الأشّعة للكشف عن موضع الألم في الجسد، وإن تعذّر تحديد موضع الألم والخلل على الجسد ينتقل الطبيب إلى الصنف الثاني وهو الألم النّفسي. هذا النّوع الثاني يعدّ أكثر صعوبة من النّوع الأوّل ويتطلّب طرقا معيّنة وخاصّة للتوصّل إلى تحديد سبب الألم والمرض الذي يؤدّي إليه ومساعدة المريض على تخطّيه، وكثيرا ما يصعب على المريض التعبير عن أسباب حالته أو يعزف عن ذلك، ما يتطلّب مجهودات أكبر من قبل المعالج للتوصّل إلى الحلّ المناسب للمريض ومساعدته على تخطّي حالته. كما تطرّق المشاركون إلى أنواع أخرى من الأمراض النّفسية التي يصاحبها ألم دون إصابة عضوية، إذ يشكوا هؤلاء من آلام عديدة لكن مصدرها ليس إصابة أو تضرّر عضو ما، وهي أمراض نفسية كثيرة لا يعلم المصاب طبيعتها إلاّ بالخضوع للفحوص الطبّية كانفصام الشخصية والاضطرابات النّفسية، ما يخلق آلاما نفسية تنغّص حياة صاحبها.