يبدو أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بات (يستعجل) الموت أكثر من أيّ وقت مضى بعد أن تحوّل إلى (مجرّد سجين)، حيث قالت صحيفة (التايمز) البريطانية إن مبارك طلب من أطبّائه إعطاءه أدوية تساعده على الموت، وذكرت أنه طلب ذلك منهم بعد إصابته بالاكتئاب الشديد. ونقلت الصحيفة عمّا وصفتها بمصادر مقرّبة من مبارك، أن الرئيس السابق أصيب بحالة (اكتئاب بالغ) بسبب سقوطه المفاجئ بعد أكثر من ثلاثين عاما فى السلطة. وقالت المصادر إن المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة الذي كلّفه مبارك بإدارة شؤون مصر بعد تخلّيه عن الرئاسة في 11 فيفري 2011، عرض تقديم طائرة لمبارك للذهاب بها إلى حيث يريد لمدّة أسبوع. ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها قولها إن مبارك الذى يعالج من مشاكل في القلب وسرطان المعدة، (صدم ورفض العرض). وتشير المصادر إلى أن حالة الاكتئاب لدى مبارك بلغت ذروتها في أواخر شهر أفريل عام 2011، أي بعد ستّة أسابيع تقريبًا من تركه السلطة. وقالت الصحيفة إن مبارك وافق على تناول أدوية مضادّة للاكتئاب، لكنه رفض رؤية طبيب نفسي نظرًا لأن هذه وصمة في الثقافة المصرية. وبعد أن رفض مبارك الهروب، حسب الصحيفة، صار مكتئبًا بصورة متزايدة، وكان جمال وعلاء في سجن طرة ولم يسمح إلاّ لزوجته سوزان وأحيانًا لزوجتي ابنيه بزيارته، وبلغت الكآبة ذروتها في أفريل ووافق على تعاطي أدوية مضادّة للاكتئاب لكنه رفض رؤية طبيب نفسي بسبب الوصمة المتّصلة بالأمراض العقلية. وذكرت الصحيفة أن مبارك صدم عندما قرّرت الحكومة العسكرية نقله إلى القاهرة لمواجهة القضاء، وكان يظنّ أنه سيحاكم سرًّا في شرم الشيخ، ومن أشدّ اللّحظات حساسية في فترة احتجازه عندما أرسلت السلطات اثنين من الضبّاط لإلقاء القبض على زوجته بتهمة الفساد، حيث قال لحرّاسه: (إذا قبضوا على زوجتي فإنهم سيطلقون النّار عليّ). وأوضحت الصحيفة أن رموز نظام مبارك وحاشيته ورثوا الزنازين التي كان الإخوان المسلمون يودعون فيها، وأن جمال مبارك مسجون في الزنزانة التي كان يُحتجز فيها ذات يوم خيرت الشاطر المموّل الرئيس للإخوان الذي أودع سجن طرة لسنوات بتهم ملفّقة.