يلجأ سكان الولايات الداخلية مع بداية موسم الصيف الى ولاية تيبازة هروبا من الصيف حار، فشهرا جوان وجويلية تكثر فيهما حركة الزوار من كل الولايات المجاورة للضفر بشقة أو بيت أو حتى مكان آمن تقضي فيه العائلات أيام الأسبوع للإصطياف، ويبقى ذلك أحسن بكثير من فنادق المركبات السياحية، والتي تعادل ثلاثة أضعاف ما يطلبه أصحاب البيوت. كما لاحظ الزوار خلال وجودهم على شاطئ البحر بولاية تيبازة مزايدات حول الأسعار التي غالبا ما يتفق عليها أصحاب المنازل لكن ما حدث في هذه السنة كان مغايرا لكل التوقعات حيث كان الزوار يقصدون الأماكن التي يعرفونها بالبلديات الساحلية: شرشال قوراية تيبازة بواسماعيل، وفوجئوا بنفاد كل ما كان يبحثون عليه من الغرف، ما أدى زيادة الطلب على رفع أسعار كرائها، كما أن المساحة المخصصة لا تستوفي الاتساع اللازم للمصطافين في الأماكن المسموحة للسباحة. ويبقى في معظم هذه البلديات الاسترزاق من هذه الحركة السياحية الكثيفة أمرا لا يجب أن يفوت، على خلاف الزائر الذي يبحث في كيفية قضاء يومه في البحر، فبالمقارنة مع السنوات الماضية الأزمة تزداد تأزما وأصبحت تثقل وتتعب كاهل العائلات، كما تعتبر بلديات غرب ولاية تيبازة منطقة سياحية وغنية بطبيعتها الجميلة، إلا أنها تفتقر إلى المرافق الضرورية لعدم وجود مبادرات من شأنها تشجيع الاستثمار في ميدان السياحة الذي يمكن أن يحقق نجاحا كبيرا، كما أن فرص العمل منعدمة مقابل الطلب المكثف. للعلم فقد أعطيت بساحة ميناء ولاية تيبازة إشارة انطلاق (المخطط الأزرق) إيذانا بافتتاح موسم الصيف وذلك من طرف أطفال مدارس التمارين الرياضية والجمباز والمنخرطين في بيوت الشباب المحلية الذين قدموا عروضا رياضية مختلفة. وحرص المسؤولون المحليون على توفير أحسن الظروف لاستقبال المصطافين عبر28 بلدية بالولاية لا سيما في الجماعات الساحلية استنادا لما أعلنه والي الولاية السيد مصطفى العيادي خلال إشرافه على عملية الافتتاح الرسمي للعملية. وعلاوة على فتح مسالك جديدة على الطريق السريع تؤدي إلى غاية مخرج بلدية الناظور على امتداد 16 كلم، الأمر الذي يسمح بفك الخناق على ست (6) مناطق قامت كافة البلديات بعمليات تزيين وتنظيف وتهيئة واسعة رصد لها غلاف مالي بقيمة 120 مليون دج. كما تتواصل العناية بمختلف شواطئ الولاية (من الفاتح جوان إلى غاية 30 سبتمبر القادم) وذلك بفضل العمليات التي تم بعثها في إطار 82 ورشة (الجزائرالبيضاء) التي توفر كذلك مناصب شغل للشباب البطال. من جهتها حظيت عاصمة الولاية بمخطط نقل (خاص بفصل الصيف) تم بناء على عدة اجتماعات يهدف إلى تخفيف الضغط على المدخل الشرقي والغربي للولاية حيث يرتقب استقبال كتلات كبيرة من المصطافين خلال شهر جوان والنصف الأول من شهر جويلية. وكانت ولاية تيبازة التي تتوفر على 120 كلم من السواحل وتضم 65 شاطئا منها 22 ممنوعة عن السباحة بسبب التلوث وكذا لخطورتها (مناطق صخرية) كانت قد أطلقت برنامج استرجاع المياه المستعملة والتي سمحت بتقليص عدد هام من نقاط تجمع المياه التي كان يبلغ عددها في سنوات مضت بالمئات. وتم تعزيز كافة الشواطئ المسموحة بالسباحة بأعوان حراسة تابعين للحماية المدنية (دائمين ومؤقتين) نصبوا بها مراكز مراقبة وأخرى للتدخل السريع يضاف إليهم أعوان الدرك الوطني لضمان أمن المواقع.