عبر سماحة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي عن استنكاره ودهشته من الأحكام التي صدرت على بعض أعوان نظام حسني مبارك، وأكد على وجود خلل بهذا الحكم، ووجوب إعادة هذه المحاكمة من جديد. كما دعا جميع أبناء الشعب المصري إلى انتخاب مرشح الثورة. وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في لقاء خاص مع قناة (الجزيرة مباشر) ليلة الأحد (ما كنت أتوقع أن تكون النتيجة بهذه الطريقة)، هذا يعني أن النظام بريء من قتل أكثر من 900 شهيد من شهداء الثورة.. هذا النظام الذي أفسد البلاد، وانتهك الحرمات، ونهب الأموال، ولوث الحياة السياسية، وأفسد مصر). وتسائل القرضاوي مستنكرا: من الذي قتل الناس؟! من الذي سرق الناس؟! هذا الحكم لا يُقبل. هناك خلل، يجب أن تعاد هذه المحاكمة من جديد، هناك أدلة لم تقدَّم، لماذا لم يقدموها؟!.. يجب أن تتم محاكمة على أساس غير الأساس الذي قامت عليه هذه المحاكمة. ورأى الشيخ القرضاوي أن ردود أفعال الناس التي ظهرت في المظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء مصر، مبررة، وأمرٌ طبيعي بحكم الفطرة، فالناس تريد أن ينال الظالمُ جزاءه.. من حق الناس أن تقول لا.. بفطرتها التي فطرها الله عليها.. لابد أن يكون هناك حكمٌ آخر أو حل آخر. وحول جولة الإعادة المرتقبة للانتخابات الرئاسية، اعتبر القرضاوي انتخاب أحمد شفيق (إفساداً في الأرض وأمراً لا يكون).. وشدد على أن النزاع الآن بين أنصار الثورة وأعداء الثورة، وأن من ينتخب شفيق، فهو ينتخب أعداء الثورة، الذين أضاعوا مصر. وأكد القرضاوي أنه يدعم الثورة وكل من كان مع الثورة.. (لابد أن أدعم مرسي، هذا منطق طبيعي). لا حياد ووجه القرضاوي خطابا حازما وشديد اللهجة إلى من يريدون أن يقفوا على الحياد في مثل هذا الظرف، وقال ب(عدم جواز الحياد الآن، لابد أن تعلن صوتك بصراحة.. لا حياد في موقف واضح، هذا موقف مصيري.. إذا لم تعط صوتك لمرسي فقد قوِّيت الآخر). وأكد أنه لا يجوز لعالم أو غير عالم أن يقف على الحياد (لابد أن ينحاز لأحد الطرفين.. لا أجيز لأي عالم أن يفر من هذا الموقف.. ليس هناك حياد في هذه القضية وأقول للناس وأئمة المساجد وعلماء الأزهر وكل أحرار مصر: أنتم أمام خيارين إما الثورة أو أعداء الثورة). وذكر بأن الانتخاب شهادة، وبقوله تعالى (وأقيموا الشهادة لله). وعبر الشيخ عن تفائله، وقال (مصر بخير وأهلها بخير، وعلينا أن ننصر هذا الخير.. الحق منتصر.. الله هو الحق وسينتصر الحق، وسيهزم الباطل). وعبر القرضاوي عن ثقته بالإخوان المسلمين، وبكفاءة رجالهم، وقال بوجوب أن يُشركوا كل الشرفاء القادرين معهم، وهم مستعدون لهذا، حيث أبدوا استعدادهم لإسناد رئاسة الحكومة لغير الإخوان. مناقشة الأقباط وطالب القرضاوي الإخوان والإسلاميين عموما، والأزهريين، وكل من له رأي أن يذهبوا إلى الأقباط لأن لديهم مخاوف.. يجلسوا معهم، ويتناقشوا ويطمئنوهم. وأقول للأقباط: لن ينفعكم أحمد شفيق. وعبر القرضاوي عن ثقته في المجلس العسكري، وأنه لا يمكن أن يعبث بالانتخابات. ولفت إلى أن (الشعب متيقظ لهذا، ولا يمكن أن تزور الانتخابات؛ فكلنا حراس لهذا، وإذا زورت الانتخابات ستكون هناك ثورة أخرى، لم ينس الناس الثورة). ودعا القرضاوي كل الأحزاب، والفصائل السياسية، والشخصيات السياسية، والذين ترشحوا في الانتخابات الرئاسية، إلى أن يقفوا وقفة رجل واحد لتأييد الثورة ومرشحها. رسائل ووجه فضيلته عدة رسائل إلى: الشعب المصري، والإخوان، والقوى السياسية، والناخبين، والثوار، والمجلس العسكري. الشعب المصري: لقد قمت بثورة عظيمة فلا تضيع هذه الثورة أبدا. الإخوان: ثقوا بالشعب المصري فهو شعب قوي.. استعينوا به فهو شعب وفي. القوى السياسية: تجمعوا.. الخير في الوحدة وليس في التنازع (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) نتوافق جميعا.. كل الفئات.. لنقف مع الثورة. الثوار: تجمعوا على أن تساندوا رجل الثورة، ليحقق آمال وطموحات الشعب. الناخبين: اخشوا الله، سيسألكم الله يوم القيامة: هل انتخبتم الرجل الصالح الذي يخاف على مصلحة الأمة؟ اختاروا الرجل الصالح (ولا تكتموا الشهادة) و(ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا). المجلس العسكري: أن يقف على الحياد يرعى أمانة الأمة.. حافظوا على أمانة الانتخابات لأن تمضي بعدالة وحرية دون أن يحدث بها أي عبث حتى تحقق هدفها إن شاء الله.