بعض المدارس الخاصة أصبح هدفها الأول هو جني الأرباح والانقضاض على جيوب الطلبة، وقد عرفت في الأيام الأخيرة إقبالا كبيرا سواء من الطلبة المقبلين على امتحان شهادة المتوسط أو طلبة البكالوريا بحيث كانت تعج بالمترشحين مما أبعد أجواء الهدوء عن تلك المدارس كشرط أساسي في المراجعة لاسيما في الأيام الأخيرة قبل بلوغ الامتحان بحيث عرفت اكتظاظا كبيرا أبعد الظروف والأجواء الملائمة للمراجعة. وما زاد من تأزيم الوضع هي الضغوطات الممارسة من طرف بعض الأساتذة والتي أخلطت حسابات التلاميذ وزادت من توترهم في الساعات الأخيرة التي سبقت الامتحانات وهو ما اشتكى منه الأولياء، بحيث وجدوا أنفسهم يدفعون المبالغ الباهظة كمقابل لتلك الدروس الخاصة وبعد ذلك مجابهة القلق الذي انتاب فلذات أكبادهم في الأيام الأخيرة التي سبقت الامتحانات منهم طلبة البكالوريا والدور الآن على طلبة شهادة التعليم المتوسط، والسبب يعود إلى جهل بعض الأساتذة لطريقة التعامل مع الطلبة والإسهام في زيادة قلقهم بدل الأخذ بيدهم ومساعدتهم وضمان راحتهم النفسية، بل هناك من يثبط عزائمهم ويذهب إلى تحديد الطلبة الناجحين والراسبين على مستوى الفصل من دون أدنى اكثرات بما يفعله لاسيما وأن تلك الأمور تؤدي إلى إحباط معنويات التلاميذ وتدمرهم من الناحية النفسية وبذلك تدمر كل ما يفعله الأولياء من أجل ضمان معنويات مرتفعة للتلاميذ الممتحنين. ما حدثتنا به سيدة ستجتاز ابنتها امتحان شهادة التعليم المتوسط الذي هو على الأبواب، بحيث قالت إن هناك أستاذا على مستوى المدرسة الخاصة التي تزاول بها ابنتها دروسها، يعمل على تدمير الطلبة وراح حتى إلى تحديد الناجحين والراسبين على مستوى القسم عن جهل وعلى الرغم من استسهاله لذلك السلوك إلا أنه يحطم معنويات التلاميذ، لتضيف أن ابنتها مؤخرا جاءت محبطة فسألتها عن السبب مما أدى إلى بكائها بكاء شديدا، وبعد أخذ ورد أخبرتها أن أستاذ الرياضيات بالمدرسة الخاصة المدرجة بها أرعبهم كثيرا وكأنهم في غمار خوض حرب وليس امتحان مثله مثل باقي الامتحانات، مما أدى بها إلى طمأنتها ولعبت دور الطبيب النفسي وكان من الأجدر أن يلعبه الأستاذ كمربي أجيال إلا أن ذلك المعني غاب عن بعض الأساتذة الذين صارت مهمتهم تدمير التلاميذ وإحباط معنوياتهم ليس إلا. عينة أخرى صادفناها لطالبة امتنعت عن خوض غمار امتحان البكالوريا بسبب الأزمة النفسية الحادة التي انتابتها من جراء الممارسات التي تحدث ببعض المدارس الخاصة والصادرة من بعض الأساتذة سامحهم الله الذين يجهلون كيفية التعامل مع الطلبة المقبلين على امتحانات مصيرية، بحيث سردت أمها أنها أتت عشية الامتحانات بملامح شاحبة وما أن وصلت إلى باب المنزل حتى تعرضت إلى نوبة إغماء مما أرعبهم كثيرا، وبعد أن فاقت أخبرتهم أن أستاذ الدروس الخصوصية أخبرهم أن المهمة جد ثقيلة وعليهم بالمراجعة المكثفة مما أرعبها كثيرا وانعكس ذلك على نفسيتها حتى أن الامتحان تحوّل إلى كابوس بالنسبة لها وامتنعت عن اجتيازه لولا توسلات كامل أفراد الأسرة بما فيهم أبويها. وبالتالي تحوّلت بعض المدارس الخصوصية إلى نقمة بالنسبة للعائلات والطلبة بعد أن كانت نعمة يستنجدون بها أيام الامتحانات.