بعد السكون التام الذي عرفته أغلب أحياء العاصمة وشوارعها في فصل الشتاء وما يميزه من أجواء غلب عليها الطقس البارد وتساقط الثلوج جعلت أغلب الناس يفرون إلى بيوتهم في ساعات مبكّرة، أقبل فصل الصيف بلياليه الحارة التي تخلق أجواء مميزة على مستوى الأحياء الشعبية والساحات المعروفة على غرار ساحة الشهداء وساحة أول ماي وبلكور العتيق.. بحيث تظل الأحياء مستفيقة إلى ساعات متأخرة من الليل ويميزها السهر المطول بين أبناء الحي الواحد، وحتى العمارات تبقى أنوارها متلألئة بحيث تطول سهرات العائلات في ليالي الصيف خاصة وأنه موسم أفراح وأعراس في المجتمع الجزائري. الأجواء التي تطغى على العاصمة في فصل الصيف تميزها عن المناطق الأخرى، بحيث تمتاز بحيويتها ونشاطها الدائمين المقترنين خاصة بالفترات الليلية أين تنخفض درجات الحرارة، ويستبدل الكل عناء يوم شاق ومتعب بتلك النسمات على مستوى الأحياء والمنتزهات العائلية التي تفتح أبوابها وتسطر برامج خصيصا لفصل الصيف لتحقيق راحة العائلات وبهجتها. فالمتنقل بين بلكور العتيق، ساحة أول ماي، ساحة الشهداء، مركب الكيتاني، باب الوادي في هذه الأيام تقابله تلك الحيوية التي تتميز بها خاصة الفترة الليلية على مستوى أغلب النواحي الشعبية، وبعد نوم العاصمة لثلاثة فصول تستعيد عافيتها في ليالي الصيف البهيجة. بحيث يختار سكان الأحياء الشعبية بأطفالهم وشبانهم وشيوخهم إطالة السهرات وتجذبهم تلك النسمات الليلية العطرة، ففيما يفضل الشبان اغتنام الفرص من أجل تمضية الوقت بلعبة (الدومينو) الشعبية يختار الشيوخ التحادث والتسامر فيما بينهم، أما الأطفال فنجدهم يتهافتون على محلات المثلجات من أجل اقتنائها والتزود بها لتشفع لهم برودتها في التخفيف من حرارة الطقس. وفي هذا الصدد قمنا بزيارة إلى بعض النواحي العاصمية لرصد الوضع عن قرب والوقوف على كيفية تمضية ليالي الصيف فقابلتنا تلك الحيوية غير المعهودة والتجمعات والصخب والمحادثات على إيقاع لعبة الدومينو والإقبال الهائل على المثلجات.