انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة أصبحت تقف عندها منذ مدّة مع اقتراب كلّ موعد للامتحانات، تسريب للمواضيع الرّسمية لمختلف الأطوار التعليمية النّهائية بين المترشّحين، وهذا سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو عن طريق استخراجها وبيعها بمبالغ كبيرة للمترشّحين على أنها حقيقية. حيث قام في هذا الإطار بعض الشباب بمناسبة اجتياز مترشّحي شهادة التعليم المتوسط لامتحانات (البيام) التي تنطلق اليوم وتدوم ثلاثة أيّام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات أخرى بترويج إشاعات وأكاذيب عن طريق موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) استحدثت فيها مختلف الوسائل التقنية الحديثة. يتقدّم لهذا الامتحان اليوم أزيد 776 ألف مترشّح عبر أرجاء التراب الوطني، حيث يعطي اليوم وزير التربية أبو بكر بن بوزيد إشارة الانطلاق من ولاية البليدة. كما يشارك أكثر من 4 آلاف محبوس في امتحان شهادة التعليم المتوسط بداية من اليوم موزّعين على 34 مؤسسة عقابية، أين تبدأ عملية تسريب المواضيع دقائق بعد وضع ورقة الامتحانات، ممّا يدلّ على الخطورة التي وصلت إليها التقنية الحديثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات أخرى، حيث تعمد المجموعة إلى ترويج إشاعات وأكاذيب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة (الفايس بوك)، والتي احتوت على العديد من مواضيع الامتحان لشهادة (البيام). يشار إلى أنها ستكون مواضيع الامتحان، وقد عنون العديد من الأشخاص الذين وضعوا أسماء مستعارة على (الفايس بوك) تلك المواضيع ب (حصريا مواضيع البيام من هنا)، وهو ما جعل العديد من رواد الموقع يؤكّدون أنه يجب عدم الانسياق وراء تلك المواضيع التي تعتبر إشاعات فقط، بينما فضّل البعض التركيز عليها حتى وإن لم يكن متأكّدا من أنها ستكون ضمن مواضيع الامتحان. وبالرغم من المجهودات والاحتياطات المبذولة من قبل الوزارة الوصية إلاّ أن ظاهرة عدوى هذه المواضيع المسرّبة الخاطئة من مترشّحي امتحان شهادة البكالوريا، إلى مترشّحي شهادة التعليم الابتدائي انتقلت هذه المرّة إلى مترشّحى شهادة (البيام) دون قدرة الجهات المسؤولة على اتّخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم، وهذا ما سيشجّع ظاهرة تسريب المواضيع بالرغم من التعليمات الصارمة التي أعلنتها الوزارة الوصية حول فتح تحقيق من قبل الجهات الأمنية للوقوف على المتسبّبين في ترويج هذه المواضيع المزيّفة، هذا في الوقت الذي تأكّد فيه العديد من المترشّحين من عدم صحّة المواضيع في الوقت الذي اكتشف فيه المترشّحون الأكاذيب التي تروّج للمواضيع الخاصّة بالمقاييس التي يمتحنون فيها، والتي أصبحت لا أساس لها من الصحّة، إلاّ أن هؤلاء تمّ القضاء عليهم خاصّة بالنّسبة لمترشّحي البكالوريا الذين تأكّدوا من عدم صحّة المواضيع، فيما لا يزال مترشّحو شهادة التعليم المتوسط بين مصدّق لتلك الإشاعات ومكذّب لها. وهكذا أصبحنا نرى على مواقع التواصل ومختلف المنتديات في الآونة الأخيرة تقارير تظهر تلاميذ من مستويات مختلفة يقومون باستنساخ دروس يخمّنون أنها ستكون هي أسئلة الامتحان، وهو ما أشارت إليه العديد من الصحف الوطنية والالكترونية من ترويج لتسريب مواضيع قبل الامتحانات. يشار إلى أن مختلف المديريات الولائية هيّأت كافّة الظروف المادية والبشرية لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات، وقد تمّ تقديم توجيهات للتلاميذ تمثّلت في ضرورة التركيز وقراءة الأسئلة قبل الإجابة، وكذا استغلال الوقت القانوني للامتحان كاملا لتقديم الإجابات وتحصيل أكبر عدد من النقاط التي تؤهّله للنّجاح في هذا الامتحان المصيري. ويرى البعض أن الإشاعات هذه قد يكون من ورائها مجموعة من الفاشلين في التعليم الذين يشوشون على أبنائنا في مثل هذه الامتحانات المصيرية أو أنها تحمل طابعا سياسيا انتقاميا تشوش على وزير التربية شخصيا، خاصّة وأننا أمام تشكيلة حكومة جديدة في المنظور القريب، فبالتالي يسعى أعداء الوزير إلى الانقضاض عليه وهذه فرصتهم الأخيرة كما فعلوا ذات يوم مع نظيره وزير التربية السابق علي بن محمد في بداية التسعينيات من القرن الماضي. ومن جانب آخر، يرى البعض أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه المناسبات بهذا الفعل التهريجي اللاّ أخلاقي يعتبر سلوكا غير حضاري يقلّل من أهمّية الوسائل التكنولوجية التي يفترض أن تكون في خدمة طلبة العلم لا أن تعكّر صفو تحضيرهم لمثل هذه الشهادات.