نظّمت أمس السبت وقفة أمام النّصب التذكاري لجبل بوتامودة ببلدية بوشرحيل (شرق المدية) بمناسبة إعادة دفن رفات 25 شهيدا حضرها الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين السيّد سعيد عبادو، إلى جانب مسؤولين قدامى ومجاهدي الولاية الرّابعة التاريخية. في كلمة ألقاها بهذه المناسبة بدا الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين حريصا على دعوة الجزائريين، أيّا كان الجيل الذي ينتمون إليه، إلى وضع خلافاتهم جانبا لما فيه الخير للبلاد، مؤكّدا أن بناء دولة قوية هو مسؤولية جميع الجزائريين ومشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة الوفاء لشهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم في سبيل أن تستعيد الجزائر استقلالها. وقال عبادو في كلمته إن إعادة دفن رفات هؤلاء الشهداء (إنما هو تعبير من الأمّة عن عرفانها وامتنانها لتضحيات الشهداء) و(تأكيد على وفائنا للعهد الذي قطعناه مع الشهداء لمواصلة كفاحهم). وجدّد السيّد عبادو في هذا السياق (التزام) الأسرة الثورية من أجل (الدفاع عن هذه الذاكرة وصيانتها) و(مواصلة) الجهود من أجل (إقامة دولة جزائرية قوية ومستقرّة) داعيا من جهة ثانية كلّ الأجيال إلى (طرح الخلافات والنّزاعات جانبا والعمل سويا من أجل راحة وازدهار الشعب والأمة ككلّ). للإشارة، فقد تمّ العثور على رفات هؤلاء الشهداء الذين تمّ التعرّف على ستّة منهم من طرف المجاهدين الذين كانوا ينشطون آنذاك بهذه المنطقة بالقرب من جبل بوتامودة. وكان جبل بوتامودة بين 1956 و1959 مسرحا لعدد كبير من العمليات العسكرية قادتها فرق كومندوس النّخبة للمنطقة الثانية للولاية الرّابعة التاريخية ضد جيش الاحتلال. ومن بين الشهداء الذين تمّ التعرّف عليهم توجد رفات المجاهد (علي بن ضيف اللّه) المدعو (علي شرشالي) مسؤول فرقة كومندوس النّخبة لجيش التحرير الوطني بمنطقة المدية الذي سقط في ميدان الشرف في 9 جانفي 1958 أثناء عملية عسكرية واسعة قام بها جيش الاحتلال الفرنسي ضد مواقع جيش التحرير الوطني المتواجدة بأدغال جبل بوتامودة. وقد سجّل استشهاد عدد كبير من رفقاء هذا الشهيد في السلاح خلال نفس العملية العسكرية التي جنّد لها العدو وسائل عسكرية هامّة من ضمنها أسلحة جوية.