أكد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين يوم الخميس ببلدية عمورة جنوب مدينة الجلفة أن معركة جبل بوكحيل أفشلت كل محاولات الاستعمار الفرنسي في فصل منطقة الصحراء عن باقي الوطن و''برهنت بقوة على شمولية الثورة وعدم التفريط في أي شبر من التراب الوطني''. وأكد عبادو في اطار الاحتفال بالذكرى ال55 لاندلاع الثورة التحريرية أن ذلك كان بفضل تضحيات الرجال داعيا الى ''واجب تذكر المعارك وإعطائها حقها وسرد وقائعها للجيل الحاضر حتى يدرك بأي ثمن كان الاستقلال''. وأوضح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن معركة جبل بوكحيل (جريبيع والكرمة) التي جرت يومي ال17 وال18 سبتمبر 1961 دامت 48 ساعة و'' نخلدها اليوم من موقع المعركة التي استعمل فيها الاستعمار الغاشم أسلحة مدججة بالآليات الحربية من أجل القضاء على المجاهدين''مضيفا أن ''ضراوة المعركة أثرت على الفرنسيين''. وأضاف قائلا ''ان معركة جبل بوكحيل ذاع صيتها في الداخل وفي الخارج وكتبت عنها صحف أجنبية شاهدة على تلك المقاومة الباسلة لدحر الاستعمار والرافضة لأي مساومة على صحراء التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن'' مشيرا الى ''التأثير القوي'' لتلك المعركة ''خاصة وأنها تزامنت مع اجراء المفاوضات بين الحكومة المؤقتة والجانب الفرنسي.'' وبهذه المناسبة أعيد دفن رفات عدد من الشهداء الذين تم نقلهم في وقت سابق من مقبرة تقع في جبل بوكحيل إلى قرية عبد المجيد المحاذية لموقع المعركة يقدر مجموعهم بحوالي 117 شهيدا. كما قدمت محاضرة حول المعركة أكد فيها الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ بجامعة ''زيان عاشور'' للجلفة قن محمد أن معركة جبل بوكحيل ''كبدت جيش الاحتلال خسائر معتبرة حيث تم القضاء على 400 جندي فرنسي في اليوم الأول من هذه المعركة إلى جانب 300 جندي في اليوم الثاني في حين عرف جنود جيش التحرير طريقة التسلل بفضل طريقة التمويه''. كما ذكر المحاضر أن قوات الاستعمار استعملت في تلك المعركة حوالي 40 طائرة من مختلف الأنواع محملة بقنابل ثقيلة وأخرى حارقة ''إلا أن ذلك لم يمنع من أن تكون الرسالة واضحة في ذلك الوقت وهي شمولية الثورة ودحر كل مزاعم الإحتلال في محاولة فصل الصحراء عن باقي التراب الوطني'' .وقد أكدت هذه المعركة -أضاف المحاضر- بسالة جيش التحرير الوطني والتخطيط المحكم والتنظيم القوي الذي كان يمتاز به.