أكّد عدّة مسؤولين إيرانيين أن على القوى الكبرى أن (تتوقّف عن تسييس) المسألة النّووية الإيرانية، وأن تقبل موقف طهران إذا أرادت تسوية الأزمة الحالية. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية أمس عن علي سعيدي ممثّل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية اللّه علي خامنئي لدى الحرس الثوري أن (الحلّ الوحيد) لقوى 5+1 (الولايات المتّحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) التي تتفاوض مع طهران هو (قبول المطالب الإيرانية ووقف تسييس المسألة) النّووية، وأضاف كما نقلت عنه وكالة (مهر) أن (منطق الترهيب لدى قوى 5+1 وخصوصا الولايات المتّحدة ليس مقبولا للسلطات ولا للشعب) الإيراني. وأكّد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي مجدّدا لوكالة الأنباء الرّسمية الإيرانية أن إيران كانت (على الدوام مستعدّة للتعاون) مع القوى الكبرى، لكنها لن تتخلّى عن (حقوقها) في المجال النّووي، وأضاف أنه (على الغربيين الانصياع إلى الطلب العقلاني لأيران باستخدام الطاقة النّووية لغايات سلمية). وهذه التصريحات الحازمة جدّا تأتي قبل أسبوع من استئناف المفاوضات بين إيران وقوى 5+1 في موسكو حول البرنامج النّووي الإيراني. وتشتبه القوى الغربية في أن البرنامج يخفي شقّا عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. وانتهى اللّقاء السابق في ماي في بغداد بالفشل، وصعّد الغربيون الضغط عبر مطالبة طهران بالقيام ببادرات (ملموسة) لإثبات حسن نيتها. وقد فشلت المحادثات الجمعة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرّية الهادفة إلى تحسين الرقابة على البرنامج النّووي الإيراني. وأعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرّية يوكيا أمانو السبت أنه (غير متفائل) إزاء تطوّر المحادثات، وردّا على ذلك أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرّية علي أصغر سلطانية أمس لوكالة الأنباء الطلاّبية أن الاتّصالات لم تقطع وأن تعقيدات المواضيع التي تتمّ معالجتها تتطلّب (التحلّي بالصبر)، وأن إيران لا زالت تأمل (في التوصّل إلى اتّفاق خلال اللّقاء المقبل) الذي لم يحدّد موعده. لكن سلطانية كرّر انتقادات إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، مؤكّدا في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة (طهران تايمز) أن الملف الإيراني (مسييس وموضع تلاعب)، وأن الوكالة الدولية تستخدم غطاء لأجهزة الاستخبارات الغربية، وقال إن (مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية يرغمون من قبل بعض الدول على القيام بانشطة استخبارية في إيران وقبول وثائق مزوّرة ضد إيران، وهو أمر غير مقبول). وتشتبه القوى الكبرى في أن البرنامج النّووي الإيراني ذو طابع عسكري يتغطّى بثوب سلمي، وهي تسعى إلى إفشاله بكلّ الطرق مبقية على الخيار العسكري واردا إلى حد الساعة، بينما تؤكّد طهران على سلميته وترفض التنازل عن حقّها في امتلاك الطاقة النّووية لأغراض سلمية.