جدّد الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة دعوته إيران إلى إجراء محادثات في العمق حول برنامجها النّووي ردّا على انتقادات طهران التي اتّهمت الغربيين بالسعي إلى إضاعة الوقت. وجدّدت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والمكلّفة بالملف (التأكيد لكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني على رغبة الأوروبيين في إجراء محادثات حول المقترحات التي قدّمتها مجموعة 5+1 الولايات المتّحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا خلال اجتماع بغداد نهاية ماي الماضي). ويعتبر الأمريكيون والأوربيون أنه من الضروري أن تقوم طهران بمبادرات ملموسة، خصوصا بوقفها تخصيب اليورانيوم إلى 20 % والتخلّي عن موقع فوردو (وسط). وفي المقابل، تطالب طهران بأن تقرّ القوى العظمى علنا في حقّها في تخصيب اليورانيوم. وتتعثّر المحادثات بين إيران ومجموعة 5 زائد واحد (الولايات المتّحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) حول البرنامج النّووي الايراني بسبب طلب القوى الكبرى من إيران التخّي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة لأن هذا الأمر يقرّبها أكثر من القدرة على إنتاج اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، والذي يمكن استخدامه لغايات عسكرية. ومن المقرّر أن تعقد الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران ومجموعة (5+1) روسياوالولايات المتّحدة وبريطانيا والصين وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا في موسكو يومي 18 و19 من جوان. إلى ذلك، دعا الرئيس الصيني هو جينتاو أمس الجمعة نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى (المرونة) و(البراغماتية) في محادثاته حول ملف إيران النّووي. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن هو جينتاو قال خلال لقاء مع نجاد في بكين إن (الصين تأمل في أن تتمكّن إيران من تبني نهج مرن وبراغماتي) في وقت استأنفتفيه جولة مفاوضات جديدة أمس في فيينا بين الوكالة الدولية للطاقة الذرّية وإيران التي يشتبه الغرب بسعيها لحيازة السلاح النّووي. وأضاف الرئيس الصيني أن (بلاده تأمل أيضا في أن تتمكّن إيران من إجراء مفاوضات جدّية مع الدول الستّ المعنية بالمحادثات حول الملف النّووي وتعزيز الحوار والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لخفض التوتّر عبر التفاوض)، مبرزا أن (الصين الحليفة التقليدية لإيران ستواصل لعب دور بناء من أجل حلّ الأزمة بوسائل سلمية). واستأنفت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية أمس الجمعة في فيينا محادثاتها مع إيران أملا في التوصّل إلى اتّفاق يتيح بصورة خاصّة تفتيش موقع بارشين العسكري الذي يشتبه في أن إيران قامت فيه بتجارب لتفجير تقليدي يمكن تطبيقه في المجال النّووي وهي تخشى أن تقوم إيران بإزالة الأثار من الموقع. وترأس هذه الجولة الجديدة من المفاوضات من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرّية رئيس فريق المفتشين هيرمان ناكارتس ومساعد المدير العام رافائيل غروسي ومن الجانب الإيراني السفير علي اصغر سلطانية. وكان قد بدأ الاثنين الماضي في فيينا اجتماع مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرّية ويتوقّع أن يكون البرنامج النّووي الإيراني (المثير للجدل) أبرز نقاط جدول أعماله. وكان اجتماع بغداد للدول الستّ وإيران قد أنهى في 24 ماي أعماله على وقع خلافات عميقة، خصوصا بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة. وقد تبنّى مجلس الأمن الدولي ستّة قرارات ضد إيران، من بينها أربعة متبوعة بعقوبات اقتصادية مطالبا طهران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة. وكان المرشد الأعلى الإيراني آية اللّه علي خامنئي قال الأحد الماضي إن العقوبات أحادية الجانب التي يفرضها الغرب (غير قادرة على وقف تقدم إيران). كما أكّد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سابقا أن تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 20 في المائة هو (حقّ إيران وفق القوانين الدولية). وتشكّ الدول الغربية في أن إيران تسعى من خلال برنامجها النّووي إلى إنتاج أسلحة نووية فيما تنفي طهران ذلك وتؤكّد أن برنامجها مدني.