أنا متزوجة، ومشكلتي أنني واجهتني من بداية زواجي مشكلات مستمرة لعدم خبرتي، وبعد تحمل زوجي في أول سنتين للمشكلات ربنا هداني وصرت مستقرة في حياتي، وقد فوجئت بأمر زواجه بأخرى، مع العلم أن سبب المشكلات أنه لا يقدِّر أهلي، ولا يصل رحمي، وأنا في بلاد الغربة، وأنا لم أقصِّر معه في شيء، ولا ينقصني شيء، ومتقية الله فيه، ومتحملة عدم احترامه لأهلي، فهل لو تزوج بأخرى أظل معه أم أطلب الطلاق؟ علماً بأنه لا يهتم بما أعاتبه به، وصبرت معه حتى وقف على رجليه، وربنا أغناه، ولا يسعى لإرضائي أبدا، ورغم ما فعل أصالحه وأقيم له أمور بيته، حتى المعاشرة لا أرفض له طلبا، فماذا أفعل مع سوء معاملته، هل الحل الطلاق؟ * أختي أسأل الله أن يفرج عنك ويعينك من خلال تأملي في رسالتك تبين لي ما يأتي: 1- أنتِ من بدأ المشكلات في أول حياتكما الزوجية لقلة خبرتك، فأكثرتِ من تأنيب زوجك ومعاتبته، لا لأجل أنه سيء التعامل معك، بل لأنه حسب قولك: لا يقدِّر أهلك ولا يصل رحمك. وكأنك ربطت سعادتك الزوجية بتقدير زوجك لأهلك، فنكدت على نفسك وعلى زوجك. 2- زوجك يحبك، بدليل أنه صبر عليك سنوات من زواجكما، وتحمل عتابك، ولكنه بعد ذلك نفد صبرُه، ففكر بالزواج بأخرى. ويبدو أنه محتاجٌ إلى السكن والعاطفة والأنس، وقد مل كثرة المشكلات والعتاب بعد أن كان يداريك في البداية. وفي نظري أن الحلول تتلخص فيما يلي: * إن كان زوجك تقياً محافظاً على صلاته، فاحمدي الله تعالى، واصبري عليه، وسيجعل الله لك مخرجاً، وإن كان لا يصلي، فانصحيه وذكريه بالله، فإن استنصحَ وإلا ففارقيه، ثم إن عليك أن تحاسبي نفسك: هل أنت مقصرة في حق الله، هل تؤدين ما افترضه عليك؟..الخ. فالمشكلات من أعظم أسبابها الذنوب والمعاصي. ولقد قال أحد السلف: (إني لأذنب الذنب فأرى ذلك في خُلق زوجتي ودابتي) أخرجي المنكرات والصور من البيت، حافظي على صلاتك، وقراءتك للقرآن، قومي من آخر الليل، إدعي الله وتضرعي إليه بأن يصلحك ويصلح حال زوجك، ويعيذكما من الشيطان ومن شرور الإنس والجن، أكثري من الاستغفار والحوقلة.. * اجلسي مع زوجك جلسة مصارحة، وليكن حوارُك معه هادئاً متزناً، اسأليه ما الذي يزعجه منك، وماذا يريد بالضبط؟ * تقولين في رسالتك: (صبرتُ معه حتى وقف على رجليه وربنا أغناه)، (ولا يسعى لإرضائي أبداً، ورغم ما فعل أصالحه.. ولا أرفض له طلباً.. الخ). أنصحك يا أختي بالاحتساب في كل ما تقدمينه، احتسبي أجرك على الله، فالإنسان الذي يحسن طلباً للأجر من الله، لا ينتظر من أحد مهما كان.. أن يرد له الجميل والإحسان ولهذا كان من صفات أهل الجنة أنهم يعملون العمل ولا ينتظرون الجزاء إلا من الله تعالى. كما قال سبحانه "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً" فأطيعي زوجك، وأدي حقوقه ولو قصر معك، فأنت إن شاء الله على خير. * راجعي نفسك (طريقتك في التعامل مع زوجك: ألفاظك وأسلوبك في النقاش والعتاب). فربما أن زوجك قد نفر من طريقة تتخذينها في التعامل معه. * ابتعدي عما يثير زوجك من خصومة ونكد، وتجنبي كثرة العتاب، ولا تربطي سعادتك الزوجية بتقدير زوجك لأهلك، وعليك بالصبر، فإن تقدير الزوج للأهل يأتي تباعاً -إن شاء الله- وكلما أحسنت الزوجة إلى زوجها، وصبرت عليه، وكظمت غيظها، وعاملته بودٍّ كانت أقرب إلى قلبه ومشاعره، ومن ثم سيقدِّر كل من تقدره، ويحب كل من تحبه.. يقول تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.." الآية. * أظهري له قدراً كبيراً من الاحترام والعناية، واستخدمي معه أسلوب المدح لصفاته الإيجابية، واسعي إلى رضاه، وعبري له عن مشاعرك الدافئة، فالرجل يحب أن يسمع من زوجته أرق الكلمات وأعذب العبارات، ويهتم بذلك أكثر من اهتمامه بقيامها بالأمور الأخرى من نظافة البيت والاهتمام بتنويع طعامه وشرابه.. وفي ظني أن زوجك لم يلجأ إلى خطبة امرأة أخرى إلا لأنه يشعر بنقص ما في حياته. حاولي أن تجذبيه إلى ساحتك بلطف قدر ما تستطيعين مستعينة بربك.. * أذكرك دائماً بالدعاء وكثرة الاستغفار، ولا أنصحك بطلب الطلاق إن كان زوجك يصلي فاصبري وصابري.. * لا تكثري من تأنيبه ونقده على قلة اهتمامه بأهلك، فتنكدي حياتك، وتنفريه من البيت، فكثرة العتاب والتأنيب قد يكون رد فعلها عكسياً وربما أنه لا يقدر أهلك لسبب ما. وهذا السبب تستطيعين معرفته فيما بعد إذا هدأ، واقتربت منه، وارتاح لأسلوبك معه، وتعاطف معك.. * تقولين إنه مذبذب، مرة يعدك بالطلاق ومرة يرفضه وهذا دليل -والله أعلم- على أنه يحبك ومتمسك بك، ولكنك تثيرينه بإلحاحك عليه بالطلاق فيهددك به. أختي كوني أكثر هدوءاً وصبراً واحتساباً.. يوفقك، ويصلح لك حالك.