** تزوجت وأنا أبلغ من العمر 17سنة، ومضى على زواجي سنتان، وزوجي يبلغ من العمر الآن أربعين سنة، أنا كنت أرفض دائما من يتقدم لي من الشباب، لأني لا أرى فيهم الرجولة ولا الجدية، فأنا كنت ممن يجذبهم الرجل الأكبر سنا، لأني سأحترمه، وسيفرض احترامه عليّ لكني صدمت ولا أعلم ماذا أفعل؟ زوجي له مكانة وجميع من حوله يحترمه ويقدره، لكن أنا بدأت أنظر له نظرة دونية، لأنه لا يراني إلا وسيلة متعة يستمتع بي، ويتفاخر أمام من حوله من أقربائه بهذا، فهو يتعبني جسديا من ناحية إشباع رغباته، وأنا لم أعد أحتمل أبدًا، فأنا الآن في الجامعة، وهو يشغلني عن دراستي بأمور أجد أنها ليست لها أولوية، ربما كنت أتفاعل أول سنة من الزواج، لكن الآن أجد أنه ليس من الأهميات، فهو لا يفتح معي مواضيع ولا يناقشني إلا لكي يتوصل في النهاية إلى ما يريده مني من وطء فقط، ولا يتحاور معي ولا يشاركني في أي أمر أريده، هو لا يقصر معي ماديا أبدا، ولكن يحسسني دائما أني فقط أداة متعة، وبدأت أحس أنه ذليل لي ولشهوته، فبدأت أحس أنه يسقط من عيني، ويجبرني ويفعل بي أمورًا أكره نفسي إذا فعلتها أو قام هو بفعلها·· أرجو أن يكون قد وصل لك ما أريد أن أقوله، وأنا أرفض أن أنجب أطفالا حاليا، لأني لا أستطيع أن أوفق بين دراستي وشهوة زوجي الزائدة المجهدة، وبين لوازمي الاجتماعية، وبدأت أفكر في الانفصال، وحينما لمحت له بأني لم أعد أحتمل هذا الأسلوب وطريقة تعامله معي وقلت له طلقني، قال: لا أستطيع أن أعيش من دونك، وأنا أفعل هذا لأعبر لك عن مدى حبي، ووعدني بأن يتغير لكن ها نحن في السنة الثانية ولا فائدة، ولم يتغير إلا تغييرًا طفيفًا جدًا· أرشدوني ماذا أفعل؟ * يجيب الشيخ عبد الوهاب الطريري عن هذا السؤال بالقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد·· قرأت رسالتك، فأحسب أني فهمتها جيداً، وآمل أن تتفهمي حديثي إليك في النقاط التالية: أولاً: أرجو أن تجيبي بشيء من الموضوعية والإنصاف على الأسئلة التالية: - هل زوجك ممن يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات؟ فربما دخل عليك في حال سيئة؟ - هل زوجك رجل يضرب ويعتدي جسدياً وينفس عن انفعالاته بالضرب؟ - هل زوجك ممن يشتم ويلعن ويسمعك كلمات قاسية؟ - هل زوجك بخيل وتنقصك أساسيات الحياة ويمنعها عنك وهو يملكها؟ - هل زوجك مصاب بمرض نفسي بحيث يشك فيك ويتهمك ويحقق معك كلما عاد إلى البيت؟ أعتقد بأن الإجابة المنصفة سوف تكشف لك جوانب إيجابية في حياة زوجك، فإذا كان زوجك من أحد هذه الأنواع فإن للجواب مساراً آخر، وإن لم يكن كذلك فتذكري أن هناك نساء يعشن مع أزواج من هذا النوع ومن نعمة الله عليك أنك ليست كذلك· ثانياً: هل تتوقعين أنه بالطلاق من زوجك هذا سوف تحصلين على زوج يملك ميزاته الإيجابية ويفتقد سلبياته ويكون لك كما تمنيتِ، أو أنكِ ربما دخلتِ في مغامرة أخرى ولكن عواقبها قد تكون أكثر إيلاماً؟ ثالثاً: أنصحك بالتركيز على نفسك والانطلاق من داخل ذاتك، فالتغير يبدأ من الداخل، عليك بكتابة خطة حياتك ورسالتها وأهدافها وما تتمنين تحقيقه في كل مرحلة من مراحل عمرك· أنصحك أن تتذكري بأن الزوجين يمكن أن يسيرا في خطين متوازيين ولا يلزم كل منهما الآخر أن يسير في طريقه· أما ما ذكرت من العلاقة الزوجية الخاصة وإكثار زوجك منها مما يشعرك بأنك وسيلة استمتاع، فإني أحب أن أنبهك إلى ثلاثة أمور: الأمر الأول: أن ما تشكين منه تتمناه نساءٌ كثيرات جداً يشتكين من تقصير أزواجهن في هذا الجانب· ثانياً: ما هو شعورك ولو علمتِ أن زوجك يمكن أن ينفِّس عن رغبته مع امرأة أخرى؟ ثالثاً: عليك أن تعلمي أن كل أنواع المتعة الزوجية بين الزوجين وكل الأوضاع الجنسية بين الزوجين مباحة ولا يحظر منها إلا أمران اثنان: المعاشرة في الحيض، أو المعاشرة في الدبر، وما سوى ذلك من أنواع الاستمتاع كلها مباحة، وكأني فهمت بعض ما تشرين إليه، وبالتالي فإن إعادة النظر إلى هذا الموضوع سوف تجعلك لا أقول ترضين ولكن تتفاعلين مع هذه العلاقة بشكل إيجابي·