** زوجتي كثيراً ما تؤذيني بلسانها، وأريد أن أعرِّفها بخطورة ذلك، وهذا سبب الخلاف بيننا، إنها دائماً تسبني وتسب عائلتي، وأريد أن أوعِّيها بخطورة ذلك عند الله، فكيف أتصرف؟ وجزاكم الله خيراً. * الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: نسأل الله عز وجل أن يصلح لك زوجك، وأن يؤلف بين قلوبكما وأدلك -بارك الله فيك- على بعض الإرشادات الهامة، والتي من شأنها أن تساعدك في حل مشكلتك، ومن ذلك ما يلي: - عليك أن تتحلى بالصبر والأناة، وأن تحتسب هذا الأذى عند الله عز وجل، وألا تستعجل الفرج، أو تستطيل الطريق. - عليك بالموعظة الحسنة لهذه الزوجة وتذكيرها وتخويفها بالله عز وجل، والرجوع في ذلك إلى كتب أهل العلم التي تورد النصوص الشرعية التي تحض على طاعة الزوجة لزوجها من نحو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً لأن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها"، وغيرها في هذا الباب كثير، ولعلك أن تبحث عن ذلك في الشبكة العنكبوتية. - عليك بممارسة الأساليب التعزيزية؛ فإذا رأيت ما يسرك من خلقها وأفعالها، فأذكر ذلك لها، وشجعها عليه، فمثلاً بإمكانك أن تقول: أحسُّ بالراحة اليوم في البيت، وجئت مشتاقاً إلى الجلوس مع الأولاد، كل ذلك عندما رأيت منكِ ضبط لأعصابك في الأمس، أو تقول لها: أني لأرجو أن يجازيك الله بالجنة لما رأيت منك اليوم من فعل حسن، وتذكُر هذا الفعل، وبإمكانك أن تمارس الإطفاء للسلوك السيئ، إذ بإمكانك أن تحرمها من المنتزه في يوم من الأيام، أو من التسوق، وتبين لها السبب في ذلك، وأن سلوكها السيئ لا يعين على الاستمتاع بالنزهة.. وهكذا. - إياك والجدل الكثير أو زيادة العصبية أثناء النقاش؛ فهذا مما يزيد الأمر سوءاً، بل إنه في تلك اللحظات يزداد الأمر سوءاً ويحضر الشيطان (نعوذ بالله منه- كي يوصل الزوجين إلى ما لا تحمد عقباه. - وأخيراً أوصيك بالدعاء والتضرع لربِّ الأرض والسماء في مواطن الإجابة المعروفة؛ كما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وفي السجود، وأكثر من الدعاء الذي ورد في كتابه الكريم؛ وهو قول الله سبحانه: "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً". نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.