* أنا شاب حديث عهد بالتوبة، وهناك أمور لا أستطيع التغلب عليها، فأنا أعاني منها كثيراً، في بدايتي كنت محافظاً على قيام الليل وتلاوة ما تيسر من القرآن، وقد خف ذلك كثيراً لضيق الوقت بسبب الجامعة ومواعيد محاضراتها. وهناك أمران هما أشد علي مما سبق، ألا وهما. أولاً: الصلاة تفوتني عندما أكون نائماً، علماً بأنني أضبط المنبه، وأستقيظ لأقفله، وأكمل نومي. ثانياً: التدخين (فلم أستطع تركه). أريد نصحي وإرشادي إلى طريق الحق والصواب، ودعواتكم لي بالثبات والإصلاح.. * الأخ الكريم... شكراً على سؤالك وحرصك وأبارك لك توبتك ورجوعك إلى الله، وأبشر بما يسرك إذا ما ثبت على توبتك، فإن الله يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده ويتقرب منه بقدر تقرب عبده منه، إلا أن الأمر يتطلب من العبد ثباتا وصبرا وإصرارا، لذلك حتى يفوت إبليس علينا فضل التوبة والرجوع إلى الله يزيد من فتنته للعبد، ويهون عليه المعصية، ويرغبه فيها، ويزهده في الطاعة، وهي معركة لا تقف ولا تنتهي حتى يوضع العبد في قبره، وبقدر ما تتصور حقيقة المعركة تفوت على الشيطان جهده في جعلك ضحية من ضحاياه، والأمر يتطلب منك جهدا مضاعفا للحفاظ على مكتسبات التوبة، ويتطلب منك حذرا وفطنة من كل باب يُفتح أمامك تكون عاقبته سوءاً، ولذلك أنصحك بأمور لعلها تكون سببا في تقوية إيمانك وتثبيت توبتك، ومنها: (1) أكثر الاستعانة بالله عز وجل، فإنه وحده هو المعين على الإيمان والطاعة. (2) أكثر من قولك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. (3) اكثر من الدعاء في أن يشرح الله صدرك، وينور قلبك، ويزيدك إيمانا وخيرا وطاعة. (4) اصحب الأخيار والصالحين، فانهم صمام أمان لك من كثير من السوء والشر والفساد. (5) اهجر أصحاب السوء والأماكن التي كنت تعصي الله فيها سابقا، وإن استطعت أن تنتقل من البيئة التي أنت فيها إلى بيئة أخرى صالحة فافعل، فإنها مهمة لثبات العبد. (6) اقرأ كثيرا في سير الصالحين والسلف، فإنها من أعظم الزاد. (7) نم مبكرا ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ثم استعن بالآخرين في إيقاظك لصلاة الفجر عن طريق المكالمات الهاتفية فور سماعهم الآذان وبخاصة في فصل الصيف حتى تعتاد عليها بمرور الوقت ويصبح الاستيقاظ لها عادة يومية وأمرا هينا. (8) لا تجعل المنبه قريبا منك بل اجعله في مكان بعيد حتى تضطر للقيام له، ثم لا تعد للنوم بعده بل بادر إلى الوضوء. (9) ذكر نفسك بخطورة المعصية أنى كانت، فإن لها أثراً سيئا على العبد عاجلا وآجلا. (10) أكثر من حضور مجالس الذكر والموعظة، وسماع أشرطة المشايخ والدعاة، فإنها سياط القلوب. (11) عليك باستشارة أهل العلم فيما يخص بعض الأمور التي تطرأ عليك، حتى تكون على بينة من أمرك، وختاما أدعو الله لك بالتوفيق والسداد والثبات والإيمان والتقوى.