هي ظاهرة خطيرة انتشرت في مجتمعنا، منذ عدة سنين، حيث أصبحت العديد من النساء الجزائريات، يعشن في دوامة كبيرة من الحيرة والقلق، نتيجة هروب أزواجهن من البيت، وتركهن معلقات، لا يعرفن إن كن متزوجات أو مطلقات، لأن أزواجهن، قرروا ترك عش الزوجية دون رجعة، فمنهم من اختار الهرب بعيدا، عن طريق الهجرة خارج الوطن، ومن هم من قرر أن يستقل بحاله، فذهب دون رجعة، تاركا وراءه زوجة وأطفالا، غير مبال بما سيحل بهم بعده. فترك الرجل لزوجته، يعتبر إهانة لها وانتقاص من قيمتها، كما يعرضها إلى كلام الناس وألسنتهم التي لا ترحم، خاصة وان مجتمعنا يلقي باللوم على النساء، ويجعل منهن السبب في فرار الزوج من البيت، بحجة تقصيرهن في حق أزواجهن. وفي هذا الصدد، ومن أجل معرفة لمزيد عن الأمر، قمنا بالحديث مع بعض الزوجات، اللواتي عانين كثيرا من الم الفرقة والهجران، وعليه تقول السيدة نادية.ب وهي أم لأربعة أولاد، والتي هجرها زوجها منذ أكثر من عشر سنوات، لتضيف بأنها كانت تعيش مع زوجها في منزل والديه، غير أنها كانت دائمة الشجار مع شقيقاته ونسوة أشقائه، ما دفع بزوجها إلى التفكير في مغادرة أرض الوطن، إلى الخارج، من اجل العمل وجني بعض المال، عله يتمكن من شراء بيت يأويه هو وعائلته الصغيرة، إلا أن أخباره بدأت تنقطع شيئا فشيئا، خاصة بعدما تزوج من امرأة اسبانية، بداعي الحصول على الوثائق، غير أن اعتياده ولكن على أسلوب وطريقة العيش الاسبانية، جعله ينسى زوجته وأبناءه الأربعة طيلة هذه المدة. وما زاد الطينة بلة أن عائلة زوجها، طالبتها بالخروج من البيت، بحجة أن الابن الأصغر للعائلة، في حاجة لغرفتها ليتزوج بها، وفعلا لبت رغبة عائلة زوجها، وخرجت من منزل الزوجية، وهي الآن بمنزل والدها، إلا أنها لم تنعم أبدا بالراحة، التي كانت ترغب فيها، لأن ابنها كثير المشاكل مع أخواله، لأنه في فترة المراهقة، وهي سن حرجة جدا، تتطلب وعي كبير من طرف الأولياء، خاصة وان المراهق يرفض أن يتدخل في شؤونه أي احد كان، لتعقب أنها اتخذت قرار الطلاق، إلا أن والدها رفض ذلك رفضا قاطعا، بحجة انه لا توجد في عائلتهم ابنة مطلقة، ليبقى هو سعيدا مع من اختارها زوجة له في بلاد الغربة، وتبقى هي تصارع المشاكل وحدها، دون أن يتكبد عناء الاتصال والاطمئنان على أولاده، الذين تركهم أطفالا صغارا. من جهتها تقول السيدة الهام، بان زوجها هجرها لأجل امرأة أخرى، منذ خمس سنوات، مما دفعها للعودة إلى بيت أهلها، وطلب الطلاق منه، غير انه لم يأبه للأمر مطلقا وتركها معلقة، إلا أن قام القاضي بتطليقها منه غيابيا. وهو ما ينص عليه القانون في مثل هذه الحالات، فالمرأة التي يغيب عنها زوجها بحكم قضائي لمدة عام كامل بدون عذر ولا نفقة، يجوز لها طلب الطلاق، والحصول على حريتها، لكي لا تبقى طيلة حياتها مقيدة، بزوج هجرها غير مبال بمصيرها ومصير أبنائهما.