أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بنجاح، التلسكوب (ناستار)، لسبر أغوار الفضاء ولا سيما الثقوب السوداء، لدرجة تعد الأولى من نوعها، مما يسمح بفهم أفضل لكيفية تطور الكون، لأنه يعتمد على أشعة سينية ذات طاقة عالية من النوع نفسه الذي يستخدم في تفتيش الحقائب بالمطارات، وبمجال الطب لرؤية الهيكل العظمي للإنسان. وأطلق الصاروخ (بيجاسوس) الذي تنتجه الذي حمل ناستار، بواسطة طائرة مجهزة بثلاثة محركات تحمل اسم ستارغايزر، على ارتفاع 11900 متر عند الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش، وكانت الطائرة أقلعت قبل ساعة على ذلك من مدرج جزيرة كواجالين المرجانية في جزر مارشال في المحيط الهادئ. وحصل انفصال الطابق الثالث من بيجاسوس، وبلغ ناستار مدارا استوائيا كما هو مقرر، وبدأ التلسكوب فوراً ببسط هوائياته الشمسية وبث بعيد، ذلك أولى الإشارات التي التقطت على الأرض عبر أنظمة الأقمار الاصطناعية التابعة للناسا. وقال بول هيرتز مدير دائرة فيزياء الفلك في مقر الناسا في واشنطن، خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخراً، إن ناستار، سيساعد على فهم كيف تطور عالمنا منذ مرحلة الانفجار الكبير ليتحول إلى هذا العالم المعقد. وقالت فيونيا هاريسون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمسؤولة العلمية الرئيسية في مشروع ناستار: سنرى الأجرام السماوية الأكثر سخونة والأكثر كثافة وتلك المشحونة بأكبر قدر من الطاقة بطريقة جديدة وفي العمق. وناستار أول تلسكوب فضائي قادر على التقاط صور كونية انطلاقا من أشعة سينية ذات طاقة عالية من النوع نفسه الذي يستخدم في مجال الطب لرؤية الهيكل العظمي للإنسان ولتفتيش الحقائب في المطارات، وسيوفر صوراً تزيد وضوحيتها عشر المرات عن تلك التي تلتقطها التلكسوبات الحالية، وسيكون حساسا أكثر بمئة مرة عن التلسكوبات السابقة في هذا الجزء نفسه من الطيف الكهرومغنطيسي. وخلال المرحلة الأولى التي تستمر سنتين في المهمة سيقوم التلسكوب (ناستار) بمسح بعض المناطق في الفضاء للقيام بإحصاء للنجوم (المنهارة) والثقوب السوداء كبيرة الحجم. ومن أجل تحقيق ذلك على التلسكوب أن يراقب مناطق تقع في وسط درب التبانة.