تعتبر بلدية أزفون الواقعة على بعد 60 كم شمال مدينة تيزي وزو وتحديدا بالجهة الساحلية من أهم المدن التاريخية والسياحية التي تتضمنها منطقة القبائل، حيث تزخر بتاريخ عميق وزخم ثقافي كبير إذ تعد من أكبر المناطق التي أنجبت أسماء نقشت بأحرف من ذهب قديما وحديثا، ومن بينهم الشقيقين (حيلمي) الراحل (طاهر جاووت) وغيرهم من الأسماء، كما تعد من المدن النشطة والتي تعرف حركة غير عادية خلال موسم الاصطياف أين يقصدها لاف الزوار من داخل الولاية وخارجها وحتى من خارج الوطن لكن النقائص الكبيرة التي تعرفها البلدية بما تحويه من مداشر وقرى حالت دون المضي قدما بهذه المدينة العريقة. أدرجت بلدية أزفون على غرار البلديات التابعة للدائرة وكذا الجهة الشمالية للولاية، ضمن المشروع الضخم الرامي لربط أكثر من 280 قرية تابعة للبلديات المعنية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد تاقسبت بتيزي وزو على طول يتجاوز 80 كم لأقصى منطقة سيمسها المشروع، الذي يعرف تأخرا فادحا حيث كان من المفترض أن يستلم سنة 2010، إلا أنه لا يزال لحد الساعة في طور الإنجاز وقالت الجهات المعنية وفي مقدمتها مديرية الري إنه سيستلم مطلع السنة المقبلة كأقصى حد، وفي انتظار ذلك تبقى الشبكة القديمة التي تمون بعض القرى والمستقدمة من واد سيباو عاجزة عن الاستجابة لحاجيات المواطنين من المياه الصالحة للشرب، حيث عبر المواطنون عن استيائهم من التأخر المسجل والذي مدد من عمر معاناتهم مع أزمة الماء الشروب، خاصة وأن الآبار والينابيع القليلة التي تسد حاجتهم قديما أصبحت بعيدة عن مجال الاستغلال وذلك خاصة بعد زلزال 2003 الذي أنزل كثيرا منسوب مياها، الوضع الذي تعرف أغلب قرى البلدية يتقاسمه المواطنون في فصل الصيف مع المصطافين، حيث ينغص نقص المياه واستغلال هذا المورد الحيوي بحرية وكميات كبيرة دون التمتع بفصل الصيف وشواطئ أزفون، ما ينفر الكثير من البقاء على مستواها، خاصة وأنهم يضطرون لشرائه من عند الخواص الذين يوفرونه عبر الصهاريج، أو على مستوى الشواطئ بتوفير الجهات التي تقوم باستغلالها وكرائها عن البلدية. ومن بين الأشغال التي أنجزتها البلدية في ذات الشأن في انتظار وصول الشبكة الجديدة، أكد مصدر من البلدية أنه كما تم تزويد 700 مسكن بقرية أيت ارهونة بعدادات مائية لم تكن في السابق تتوفر عليها. وقد تم الإفراغ من دراسة تقنية لربط القرى بشبكة جديدة تستقدم كما ذكرنا من تاقسبت، ومست كل من قرية ايت ارهونة، زيتونة، اث الحوسين، اماريضن، ايت سي يحي العليا وايت سي يحي السفلى ورصد للعملية 70 مليون دج خصصتها مديرية القطاع. وقد استثنيت كل من قرية اسوماثن وبومسعود من الدراسة نظرا للتكلفة الكبيرة التي تتجاوز قدرات البلدية ما يجعل من معاناة المواطنين بالقرى المذكورة مستمرة مع أزمة الماء... 20 بالمائة فقط من السكان يملكون شبكة الصرف الصحي لا تزال العديد من القرى التابعة لهذه البلدية العريقة تعيش حياة بدائية وتفتقر لأدنى الشروط الضرورية للحياة ومن بين هذه الشروط التوفر على شبكة صرف صحي تجنب المواطن والمحيط خطر الإصابة بالأمراض والتلوث وغيرها، حيث لا تتجاوز لحد الساعة شبكة الصرف الصحي المنتشرة عبر قرى البلدية نسبة 20 بالمائة، حيث إذا استثنينا المدينة والشوارع الكائنة بالمنطقة الحضرية تبقى أغلب القرى تعاني من غياب شبكة الصرف الصحي، وخطر المياه القذرة، حيث تربط السكنات بإمكانيات المواطنين بأنفسهم في حين لا تزال السلطات المحلية عاجزة عن توفير وتدعيم القرى التابعة لها بشبكة قنوات الصرف، إذ لم تستفد من عمليات مماثلة سوى 4 قرى وبنسب ضئيلة لم تمسها جميعها، وفي سنة 2011 أشرفت مديرية الري والموارد المائية بتيزي وزو على إنجاز شبكات الصرف الصحي بقريتي أيت سي يحيى السفلى والعليا والقلعة، أما المشاريع المنصبة في ذات الشأن والمقترحة للسنة الجارية فتمثلت في اقتراح 5 قرى، مشروعها حاليا لا يتعدى الإنتهاء من الدراسة التقنية.. الخواص يعارضون مشروع الغاز الطبيعي حالت عدد من المواطنين وأصحاب الأرضيات الخاصة دون تحقيق حلم ربط أزفون بالغاز الطبيعي، حيث انطلقت الأشغال بوتيرة عادية قبل أن تكبحها معارضة الخواص حيث أدت معارضة شخص واحد لحرمان أكثر من 6 آلاف نسمة من الغاز، كما توقفت ذات الأشغال بسبب معارضة على مستوى قرية ملاطة، وقد أنهى مكتب الدراسات المخطط الخاص بتوصيل الأحياء والتجمعات السكنية بمدينة ازفون على أن تتولى مؤسسات أخرى أشغال ربط السكنات بقنوات الغاز الذي سيفرج عنه في أدنى أجل سنة 2014. ورغم الحاجة الماسة للمنطقة لهذا المصدر الحيوي، إلا جهل بعض المواطنين وتعنتهم يحرم قرى ومدن بأكملها من الغاز الطبيعي، ويناشد المواطنون تدخل الجهات المعنية لوقف الخواص الذين يحولون دونهم ونعمة الغاز الطبيعي..