بعد طول انتظار؛ ينتظر تدعيم المناطق الشمالية لولاية تيزي وزو بالماء الشروب، بعدما برمجت مديرية الري للولاية مشروع ربط هذه المناطق بالماء انطلاقا من سد تاقسبت، حيث ينتظر أن تستفيد من العملية 214 قرية موزعة على 8 بلديات، حيث سيودع نحو 160 ألف نسمة من قاطني الشريط الساحلي لتيزي وزو، أزمة الماء التي عانوا منها لعدة سنوات. وذكر مصدر مسؤول بمديرية الري للولاية، أن المشروع الذي خصص له غلاف مالي بقيمة 350 مليون دينار، تتكفل بإنجازه مؤسسة محلية ستعمل على ايصال المناطق المبرمجة للاستفادة من مياه تاقسبت بإنجاز خزانات لتمويل سكان ساحل الولاية، حيث ينتظر أن تودع عائلات مدن بودجيمة، أقرو، أزفون، آيت شافع، أغريب، تيقزيرت، أفليسن وزكري أزمة الماء بعد سنة تقريبا، حيث ستنهي المؤسسة الأشغال كما هو متفق عليه في العقد. وأضاف المصدر أنه وبفضل هذه العملية المسجلة في إطار البرنامج الخماسي الجاري؛ فإن نسبة تغطية السد لبلديات الولاية بالماء ستتجاوز ال 50 بالمائة، علما أنه تم في وقت سابق ربط أزيد من 417 ألف مسكن تابع ل 17 بلدية، وسمحت هذه العملية باستفادة 320 قرية واقعة بالناحية الشرقية لولاية تيزي وزو، من الماء الشروب على مدار 2424 ساعة وبصورة منتظمة، لتتوسع حاليا لتمس مناطق أخرى من الولاية التي تشكو ندرة الماء. وأشار المصدر إلى أنه تقرر زيادة تحويل مياه تاقسبت إلى الشريط الساحلي لتيزي وزو، وضخ نحو 20 ألف متر مكعب يوميا انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر الواقعة بكاب جنات بولاية بومرداس، لتتمكن العائلات القاطنة شمال الولاية من الاستفادة منه، حيث كانت تعتمد خلالها على الصهاريج ومياه الينابيع الطبيعية، وذكر مصدرنا في سياق متصل، أن مشروع تحويل مياه تاقسبت إلى المدن الساحلية للولاية صادفته عدة عراقيل بسبب معارضة بعض المواطنين لتمرير شبكة نقل المياه بأملاكهم الأمر الذي كان وراء ضياع كثير من الوقت في محاولة تجازوها. الجدير بالذكر أن مديرية الري بالولاية حريصة على ضمان إنجاز هذه المشاريع التي تضمن وفرة الماء، وتحقيق نسبة التغطية به 100 بالمائة، وتوسيع عملية التوزيع خلال السنوات القادمة، حيث تعمل المديرية جاهدة على تحقيق أحلام الكثير من المواطنين بالولاية، الذين طال أمد انتظارهم للحصول على هذه المادة الحيوية، وتحقيقا للهدف برمجت عدة مشاريع هامة مسجلة في إطار البرنامج الخماسي الجاري، منها إنجاز 34 خزانا مائيا تقدر سعتها الإجمالية 26900 متر مكعب، إلى جانب انطلاق أشغال إنجاز سد سوق نتلاثة على مستوى مدينة تادميت الذي رصد لإنجازه مبلغ 11 مليون دينار وآخر بالمكان المسمى سيدي خليفة على مستوى مدينة أزفون الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 7 ملايين دينار. كما يرتقب إنجاز مشاريع مختلفة في الأفق، علما أن قطاع الري لتيزي وزو قد حظي بميزانية قدرها 43,50 مليار دج والموجهة لإنجاز مختلف المشاريع التنموية بالولاية في إطار المخطط الخماسي الجاري الذي يضم عدة مشاريع وإنجازات من شأنها أن تقضي على مشكلة الماء من جهة وتضع حدا لظاهرة تصدع شبكات نقل المياه الصالحة للشرب التي تشتكي منها العديد من البلديات، والتي يجب تجديدها نظرا لقدم الشبكة الحالية، إلى جانب إنجاز شبكات الصرف بسبب تفاقم مشكلة تسرب المياه المستعملة في الطبيعة والمحيط، مما يشكل خطرا على صحة السكان والمحيط الذي بات مهددا في عدة مناطق بالتلوث، فضلا عن الأوبئة والخطر الذي يحدق بشبكات المياه الصالحة للشرب ومخاوف اختلاط الماء الشروب بالمياه المستعلمة، حيث ينتظر أن تساهم مختلف العلميات المسجلة بالولاية، التي انطلقت الأشغال ببعضها، في الاستجابة والتكفل بكل انشغالات المواطنين في ما يتعلق بالماء، علما أن السلطات المركزية أولت عناية واهتماما كبيرين لمجال تطوير القطاع بالولاية من أجل بلوغها المراتب الأولى في مجال التغطية بالماء الشروب.