شهدت الآونة الأخيرة إقبال المواطنين على سيارات (الكلوندستان) الذين قرر أغلبهم التخلي عن سيارات الأجرة الطاكسي بسبب التصرفات المشينة التي أصبحت تطبع أصحاب سيارات الطاكسي الذين يعملون حسب أهوائهم، وخير دليل على ذلك المقولة المشهورة (أنا خارج الخدمة) أو (نخدم كيما نحب)، أو (ماتسعدنيش الطريق الي راك دايها). بذلك أصبحت خدمات النقل لا ترقى إلى المستوى المطلوب وهذا ما انعكس سلبا على قاعدة العرض والطلب و على الواقع الاجتماعي ببروز سلوكات مستهجنة، والدليل هو أن زبائن (الكلوندستان) يفوق ما تستقطبه سيارات (الكلوندستان) في المساء عندما يرفض أصحاب سيارات الطاكسي نقلهم خوفا من التعرض إلى بعض المشاكل خاصة بعد الجرائم التي تعرض لها البعض منهم لأن زبائن المساء من نوع خاص ولهذا فمعظمهم يوقفون نشاطهم من آذان المغرب، كما يتجنبون المسافات الطويلة ليجد بذلك أصحاب سيارات(الكلوندستان) فرصة للاسترزاق خاصة العاطلين منهم عن العمل، وقد كان الكثير منهم ضحايا لاعتداءات من طرف بعض الزبائن وصلت إلى جرائم القتل والاستحواذ على السيارة هذا من جهة ومن جهة أخرى يكون الزبون هو الضحية. ومن بين الجرائم التي كانت حديث العام والخاص في الشارع العاصمي التي تعرض لها السيد مراد القاطن بباب الوادي البالغ من العمر 35 سنة، حيث لقي حتفه على يد شابين أقلهما على متن سيارته من باب الوادي متجها بهم إلى الدارالبيضاء، وما إن وصلا إلى المكان حتى قاما بقتله بتوجيه طعنات في مختلف أنحاء جسده، وحسب تقرير الطبيب الشرعي فإن الضربة التي وجهت له على مستوى الرقبة والظهر سببت له نزيفا حادا وكانت السبب المباشر لمصرعه ليقوما بعد ذلك برمي جثته على الطريق السريع وسرقة سيارته، وبعد التحريات تمكنت عناصر الشرطة من الوصول إلى المتهمين اللذين أحيلا على محكمة الجنايات بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة، وقضت بعقوبة المؤبد في حقهما. في حين مثل أمام محكمة الجنح عبان رمضان أحد ضحايا هذه الحرفة، هو أب لثلاثة أطفال لم يجد سوى هذه الحرفة كمصدر رزق لإعالة عائلته ليجد نفسه متورطا في قضية حيازة ومتاجرة في المخدرات، ففي يوم الواقعة استوقفه بالقرب من بور سعيد (سكوار) 04 لأشخاص بغرض نقلهم وبما أنه مشتبه فيهم وكانوا تحت الرقابة من طرف سلطات مكافحة المخدرات تم إيقافهم، وبعد عملية تفتيش عثر على كيس بلاستيكي فيه كمية من المخدرات ليحالوا بعدها على المحكمة ورغم تبريراته إلا أن لا أحد صدق أقواله وتبرئة نفسه من التهمة وتم إقحامه كطرف في القضية ليُدان بعدها بالسجن ويجني بذلك أشواك هذه المهنة. وليس أصحاب سيارات (الكلوندستان) فقط من يتعرضون للاعتداءات بل في كثير من الأحيان يكون بعضهم طرفا في الجريمة، حيث ينشطون ضمن شبكات إجرامية ويستخدمون المهنة كجسر للإيقاع بالضحايا، ومعظم الجرائم التي يتورطون فيها تتعلق بالاغتصاب والسرقة، وقد اهتزت ولاية الشلف على واقعة اغتصاب تعرضت لها شابة في ال 24 من العمر حيث اضطرت لإيقاف سيارة (كلوندستان) من أجل العودة إلى منزلها بعد أن حل الظلام وتوقفت كل وسائل النقل ولم يكن لديها حل إلا الاعتماد على سيارات (الكلوندستان)، لكن السائق استغل الظرف وحوَّل وجهته إلى أحد المناطق المعزولة حيث اعتدى عليها بكل وحشية، وبعد أن أشبع رغباته أخلى سبيلها لتتوجه بعدها مباشرة إلى مركز الشرطة لإيداع شكوى ضده وقد تم إيقافه وتحويله على وكيل الجمهورية. وبالرغم من الخدمات التي يقدمها أصحاب سيارات (الكلوندستان) للمواطنين إلا أن كل ما يكون في الخفاء وخارج القانون ينجر وراءه مشاكل ومصائب لا تنتهي للطرفين وتعرض حياتهم للخطر، ويبقى الحل الوحيد توفير النقل على مستوى جميع أحياء العاصمة وعبر التراب الوطني حتى لا يضطر المواطنون إلى اللجوء إليهم وبذلك تجنب حوادث مماثلة التي تؤدي إلى الهلاك أو العار.