ق· حنان في ظاهرة انتشرت بقوة خلال الفترة الأخيرة، أضحى سائقو سيارات الأجرة أو سيارات "الكلوندستان"، من أبرز ضحايا الاعتداءات الجسدية، وحوادث السرقة وحتى القتل، حيث تطالعنا الجرائد يوما بعد يوم بأخبار مقتل أو تعرض أحد هؤلاء إلى حادثة اعتداء خطيرة، كلفته أو كادت أن تكلف حياته، من طرف مجموعة من الشبان المنحرفين أو اللصوص، الذين اقتربوا منه بصفة عادية طلبا لخدماته، ولكنهم ما إن صعدوا إلى السيارة، حتى كشفوا عن نواياهم الحقيقية، بعد أن قاموا بتحويله إلى جهة معزولة، ثم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، أو بضربه مباشرة، قاموا بتجريده من كل ما يحمله من هاتف نقال وأموال وأشياء ثمينة، ربما قد يكتفي بعض هؤلاء الأشرار بذلك فقط، إلا أن هدف آخرين يكون أكبر من ذلك، فيحولون أنظارهم إلى السيارة نفسها، وهنا فهم لا يترددون في ارتكاب أبشع الجرائم وقتل الضحية وإلقاء جثته في العراء، ثم الاستيلاء على السيارة وأخذها إلى وجهة مجهولة، وبيعها بعد تبديل لوحة أرقامها، أو التصرف بها بطريقة أخرى، قبل أن تصل إليهم أيدي مصالح الأمن، وتكشف كل تفاصيل جرائمهم المروعة· ولا يبدو سائقو التاكسي أو سيارات الأجرة بمنأى عن هذه الجرائم، بل يعدون أكثر المتعرضين لها على الإطلاق، والعينات على ذلك كثيرة، كالقضية التي نظرت فيها محكمة جنايات العاصمة مؤخرا وتتعلق بشقيقين متابعين بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة الموصوفة، حيث ارتكب المتهمان جريمة قتل بشعة في حق سائق الطاكسي الذي كان يتولى نقلهما وحسب معطيات القضية فإن المتهمين قدما من خارج العاصمة، وقاما بكراء منزل بحي الباخرة المحطمة ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، وكان الضحية يوميا يتوجه إلى مقر سكنهما من أجل نقلهما إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها، لكن هذين الأخيرين كان يخططان لجريمتهما الشنعاء لسرقة سيارته من نوع 307 وفي يوم الجريمة، توجه الضحية كعادته إلى بيت المتهمين من أجل نقلهما إلى مكان بطلب منهما، ولكنهما استدرجاه وقاما بتكبيل الضحية بواسطة سلك ووضعا في فمه منشفة لمنعه من الصراخ وقاما بقتله، وتركاه جثة هامدة، ثم أخذا سيارته ولاذا بالفرار· وفي قضية مماثلة، تعرض سائق سيارة أجرة أيضا بمدينة بجاية إلى جريمة قتل بشعة من طرف متهمين قصداه في محطة سيارات الأجرة، وطلبا منه نقلهما إلى مدينة تادميت حيث صعد المتهم (ب· ت) في الخلف والمتهم (س·ع) في الأمام، وعند وصولهما المكان المسمى جسر سيدي نعمان، طلب المتهم الأول من السائق التوقف لقضاء حاجته ولما توقف السائق أخرج المتهم الأول سكينا وقام بطعن الضحية على مستوى الرقبة والعنق مما أدى إلى وفاة السائق مباشرة، ثم قام المتهمان بعدها بإخراج الجثة من السيارة وسحبها على بعد 12 مترا من مكان وقوع الجريمة لينطلقا على متن سيارة السائق من نوع بيجو 405، وبعد مرور عام ونصف من وقوع الجريمة وردت معلومات لمصالح الأمن عن مرتكبي الجريمة التي راح ضحيتها السائق وتم إلقاء القبض عليهما، وإدانة أحدهما بعقوبة الإعدام والثاني بالسجن المؤبد·