يعيش أصحاب عدة محلات على مستوى حي محمد لوشال التابع لبلدية الجزائر الوسطى أزمة خانقة استمرت منذ أكثر من عشر سنوات، وتزداد تفاقما بمرور الوقت وهذا بسبب تراكم النفايات في هذا الزقاق الذي تملأه الحوانيت ذات الحرف التقليدية كالخاصة بصنع الأحذية والذهب والحدادة، كما توجد بهذا الشارع العديد من المحلات الشاغرة والتي تهدمت كليا بفعل الإهمال وأعمال التخريب التي تقوم بها بعض العناصر المنحرفة من أجل الولوج إلى داخلها واستعمالها كمقر لممارسة أفعالهم الشاذة كتعاطي المخدرات، لذلك فلقد تحوّلت معظم الحوانيت الفارغة وغير المستعملة إلى أوكار للفساد خلال الليل وإلى مفرغة للنفايات خلال النهار تعبث فيها مختلف الحيوانات المشردة كالجرذان والكلاب.. وزاد من تأزم الوضع في هذا الشارع أن معظم أنابيب صرف المياه القذرة تجتاز بمعظم المحلات وهي دوما مسدودة فيغرق الزقاق الضيق في العفن ويتحول إلى شبه مستنقع، وحتى سكان العمارتين لا يرحمون أصحاب المحلات ولا يتحلون أبدا بحس النظافة، فبما أن نوافذ مطابخهم تطل مباشرة على هذا الزقاق، فهم يلقون بفضلاتهم ونفاياتهم مباشرة من هذه النوافذ، لذلك لا يسلم المارة أبدا بهذا الحي من تلقي بعض الماء القذر أو بعض الفضلات، ورغم هذه الحالة السيئة التي يعيشها هذا الشارع فإن بعض المارة لا يجدون بديلا من العبور منه لأنه يشكل طريقا مختصرا لهم للوصول إلى شارع العربي بن مهيدي، لذلك فهم يتحملون في ذلك الرائحة الكريهة وربما التعرض لهجوم من طرف الحيوانات المتشردة التي لا تخلو منه. لذلك فإن أصحاب هذه المحلات ملوا من هذه الوضعية الكارثية التي يعملون بها، فبالإضافة إلى الدخل الزهيد الذي يحصلون عليه من حرفهم فهم يتحملون هذه الظروف، التي يطلبون من المسؤولين على البلدية تحسينها وإعادة تهيئة هذا الحي الذي تحوّل فعلا إلى مفرغة عمومية باتت تهدد كل المنطقة خاصة بازدياد انتشار الحيوانات المتشردة.