عادت أزمة العطش من جديد الى قرى بلدية تيزي نتلاثا التابعة لدائرة واضية أقصى جنوب تيزي وزو، وفي مقدمة المناطق المتضررة نجد القرى العشرة لعرش ايت عبد المؤمن التي تظل حنفياتها جافة طيلة أيام السنة وتزداد الأزمة حدة مع دخول فصل الحر، حيث بدأت بوادر الأزمة التي عاشتها المنطقة الصائفة الماضية، أين بلغت الأزمة ذروتها وقام المواطنون بحركات احتجاجية عارمة أغلقوا من خلالها دور البلدية والدائرة وكذا مقر الجزائرية للمياه بتيزي وزو وواضية، تنديدا بالصمت الممارس من طرف السلطات حيال مطالبهم الرامية لتوفير هذا المورد الحيوي، وقد تدخلت حينها السلطات لتهدئة الأوضاع بعرض مشروع تزويد المنطقة انطلاقا من مشروع تموين جنوب تيزي وزو من سد كوديات اسرذون بالبويرة، وكانت الوعود حينها تؤكد وصول مياد كوديات اسرذون لحنفيات القرى قبل حلول موسم الصيف الجاري، إلا أن الوعود ذهبت مهب الريح ولم يجد المشروع سبيلا للتجسيد على ارض الواقع، وعادت كما ذكرنا أزمة الماء الشروب للواجهة بحدة خاصة بالقرى المذكورة الكائنة بالمرتفعات الداخلية البعيدة عن مواقع توفر المياه الجوفية وإمكانية الاعتماد على الآبار والينابيع واستغلالها لسد العطش، حيث تعد المنطقة من أفقر المناطق لهذا المرود الحيوي، ونظرا لتأخر مشروع تموينها من سد كوديات اسرذون،ارتأت الجهات المعنية تموينها انطلاقا من سد تاقسبت مرورا ببني دوالة هذه الأخيرة التي يتواجد السد بإقليمها واستفادت من مؤخرا من شبكة تدعيم انطلاقا منه، لكن ضعف قوة الضخ قد تؤجل المشروع بدوره، وفي استمرار تضارب القرار بخصوص منطقة التموين وربط هذه القرى المتواجدة على مساحات شاسعة قد تطول مدة ربطها، وما زاد الأمر حدة هو صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب حتى عبر الصهاريج التي يصل سعرها حد 2000دج ويضطر الموطنون قصد المناطق المجاورة لإحضارها، ونظرا لارتفاع استغلال المياه في فصل الحر، تعجز الصهاريج والميزانيات العائلية على تغطية الحاجة الملحة، ويهدد سكان القرى بتصعيد لغة الاحتجاج في الآجال القادمة نظرا للتماطل المتعمد حسبهم من طرف السلطات المعنية التي تأخذ بعين الاعتبار ماساتهم وأزمتهم مع الماء الشروب التي بدأت ترتفع مؤخرا.