تعيش هذه الأيّام بلديات ودوائر تيزي وزو على وقع الاحتجاجات التي لم تخلو منها أيّام الأسبوع الجاري بسبب جفاف الحنفيات الذي طال العديد من القرى في مناطق متفرّقة من الولاية ودون سابق إنذار· حيث أقدم صبيحة أمس سكّان قرية أمزغارن ببلدية فريقات بذراع الميزان على غلق مقرّ الدائرة وشلّ جميع مصالحها، وكذا مقرّ الجزائرية للمياه بالمنطقة منذ الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس احتجاجا على المعاناة المستمرّة التي يواجهونها جرّاء غياب هذا المورد الحيوي من منازلهم لمدّة أسابيع متتالية، ما يجعلهم مضطرّين إلى اقتناء صهاريج المياه بأسعار تعجز الكثير من العائلات على توفيرها وذلك لعدم اقتصار توجيه هذا الماء للشرب فقط وإنما لجميع باقي الاستعمالات اليومية، الأمر الذي أثقل كاهلهم وجعلهم يخرجون عن صمتهم بتنظيم هذه الحركة الاحتجاجية علّها تحرّك ساكنا وتجعل السلطات المحلّية تتدخّل لحلّ المشكل المطروح· وتجدر الإشارة إلى أن مشروع تزويد المناطق الجنوبية لتيزي وزو انطلاقا من سدّ كوديات أسرذون بالبويرة قد استلم منذ عام أو أكثر وذلك لإنهاء معاناة قرى 14 بلدية مع الماء الشروب، وذلك بتدعيم الشبكات القديمة بأخرى حديثة انطلاقا من هذا المشروع إلاّ أن العطش أبى على ما يبدو مبارحة هذه القرى التي لازمها لعدّة عقود من الزمن· وقد أبدى السكّان ارتياحهم لتوديعهم الأزمة مع استلام هذا المشروع، إلاّ أن فرحتهم لم تدم طويلا لتعاود ظاهرة جفاف الحنفيات الطفو للسطح مجدّدا· وقد هدّد السكّان الذين راسلوا الجهات المعنية في مناسبات عديدة برفع لغة الاحتجاج في حال إذا ما تواصل المشكل المطروح لأيّام أخرى·