طالب سكان القرى التابعة لبلدية سيدي نعمان بدائرة ذراع بن خدة جنوب مدينة تيزي وزو، السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل وتخليصهم من كابوس العطش الذي يلاحقهم طيلة أيام السنة شتاء وصيفا، إلا أن الأزمة تزدادا حدة في فصل الحر خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب، حيث يتكبد هؤلاء عناء التنقل على بعد كيلومترات للحصول على الماء الشروب من عند الخواص أو الاعتماد على شراء ماء الصهاريج، هذه الأخيرة التي يعمد الممونون بها رفع أسعارها إلى حد 2000 دج للصهريج الذي لا يكفي حاجيات أسبوع واحد على الأقل نظرا لارتفاع نسبة استعمال هذا المورد الحيوي مع ارتفاع درجات الحرارة، وما زاد الطين بلة هو نزول منسوب المياه في الآبار القليلة التي تتوفر عليها بعض القرى وجفاف الأخرى منها، ما جعل السبيل الوحيد هو تدبر كل عائلة طرق حصولها على الماء بإمكانياتها الخاصة، وقد سبق للمواطنين وأن طالبوا بتسوية الوضعية وتدعيم الشبكة الحالية التي لا توفر للمواطن سوى حنفيات جافة بشبكة أخرى· تجدر الإشارة إلى أن هذه القرى رغم موقعها الكائن بمرتفعات الجبل إلا أنها تعد من أقرب المناطق السكنية لواد سيبو الذي يعتبر أكبر خزان طبيعي للمياه الجوفية والذي كان المصدر الأساسي لتغطية إقليم الولاية بالماء الشروب لعقود من الزمن قبل دخول سد تاقسبت حيز الاستغلال وكذلك قبل استغلال السدود الصغيرة المنجزة مؤخرا وكذا استقدام المياه من سد كوديات أسرذون الكائن بالبويرة، ورغم تخفيف الضغط على وادي سيباو إلا أنه لا يزال يمون أكثر من 50 بالمائة من مناطق الولاية بالماء، في حين يواجه أقرب سكانه العطش في عز الشتاء قبل حر الصيف ويعد المتضرر الأكبر من غياب الماء هم فئة الأطفال الذين ما إن يغادرون مقاعد الدراسة لقضاء العطلة الصيفية حتى يجدون أنفسهم قد التحقوا بطوابير رحلات البحث عن الماء لتقليل مصاريف شرائه واستقدام الصهاريج والمحظوظون منهم هم من يملكون أحمرة ويجلبون المياه على ظهورها في حين يتكبد الآخرون عناء نقل الدلاء بأيديهم تحت حرارة الشمس الحارقة والمسافات الطويلة التي لا تكون سوى منحدرات أو مرتفعات، ليكون صيف هذه الفئة البريئة مجرد جحيم أمام صمت السلطات واكتفائها بدور المتفرج للوضع المزري للعائلات·