لم تعد تسود صفة المودة والرحمة في العديد من العلاقات الزوجية، خاصة في ظل وجود زوجات يتسمن بالنكد والتشاؤم طيلة الوقت، فالبعض من الأزواج أصبحوا يعيشون معاناة حقيقية، بسبب التقلبات المزاجية لزوجاتهم، وكما هو معروف عن النساء عامة، نكدهن وتشاؤمهن اليومي والمستمر، ومن كل شيء تقريبا، حتى أصبحن يعرفن بصعبات المراس، وكذا بالمصدر الأول والأخير، الذي يجلب التعاسة لأزواجهن، حتى وإن كن يقمن بذلك، عن غير قصد، أو بقصد منهن. وإذا كان الزواج نصف الدين فقد بات العديد من الرجال يدعون الله تعالى، بأن ينعم عليهم ويرزقهم بزوجة صالحة ومتفهمة وحنونة، وتكون بعيدة كل البعد عن النكد والتشاؤم. فبعض النساء يتفنن في ممارسة النكد على أزواجهن، فهن ومنذ ساعات الصباح الأولى، وإلى غاية استسلامهن للنوم في الليل، لا يتوقفن ولا يتوانين لحظة في إطلاق الشكاوى المختلفة، فهناك من تطالب زوجها بجلب الحليب، وتارة بعدم نسيان كذا، وتارة أخرى تحكي له عن مشاكلها وصراعها مع جارتها... والعديد من الطلبات والشكاوى لا تنتهي أبدا، ومن أجل إضفاء جو دراماتيكي أكثر على هذه الأحداث، تستعمل وبذكاء رهيب دموعها ومشاعرها الحساسة، وتتهمه بعدم تفهمها وبأنه لا يحبها. وغير بعيد عن هذه الفئة من النسوة، هناك فئة أخرى أشد نكد منها، وهي الفئة التي تملك هواية، البكاء والنحيب، كلما رأت زوجها في وجهها، خاصة في الأوقات التي تجده سعيداً ومزاجه جيدا، تسعى لإثارة المشاكل والخلافات، إذا خرج من البيت تغضب وإذا عاد إلى البيت تغضب، فلا يمر يوم من دون نزاعات بينهما، وبالطبع يكره الرجل هذه المرأة، لما يعانيه معها من نكد، ومن هنا يبدأ الزوج بالشعور بأن المنزل ما هو إلا جحيم وزوجته ماهي إلى شيطان، وهو ما يحطم الأحلام التي بناها، قبل زواجه، بأن يكون منزله هو الجنة والنعيم، اللذان حلم بهما يوم فكر في الزواج والارتباط بفتاة أحلامه، التي تتحين دخوله إلى المنزل، لتبدأ حلقتها الجديدة من مسلسل الشكاوى والاعتراضات، وهو ما يجعل العديد من الأزواج، يفضلون المكوث خارج البيت، إلى أن يحين موعد النوم، وهذا هربا من نكد وثرثرة زوجاتهم. وفي هذا الشأن، قمنا بالحديث مع بعض الأزواج لمعرفة رأيهن حول هذا الموضوع، خاصة وأن أصابع الاتهام توجه في كل مرة إليهم، بداعي أنهم لا يتفهمون المرأة ولا يهتمون بمشاعرها الرقيقة والحساسة، وعليه يقول سليم، وهو الذي تزوج حديثا، بأنه والحمد لله لم يتعرض لمشاكل مع زوجته، إان كان لا يعلم ماذا يخبئ له المستقبل من مفاجآت، إلا أنه يؤكد بأن إطالة الحديث في الأمور الثانوية، والمشاكل المفتعلة، هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هروب الزوج، خاصة ثرثرة المرأة في أمور، لا تهم الزوج، مثل تفاصيل قضائها ليومها أو أخبار صديقاتها أو الإسهاب في ذكر أي أمر، على رأس المشاكل، فطبيعة الزوج هي حب الاختصار، والتركيز فقط على الأمور التي تهمه وتهم أسرته بصورة مباشرة. من جهته يقول سعيد، بأنه يرفض أن تكون زوجته من صاحبات الصوت العالي، أو تلك التي تنتقد زوجها أمام الآخرين، أو تسرد تفاصيل حياتهم الأسرية أمامهم، لأن المرأة في نظره يجب أن تكون مثالا للأنوثة والتكتم، وكل المشاكل التي تفتعل بينهما، تكون بسبب نقلها كل أخبارهم إلى بيت أهله، وهو ما يزيد من تعقد الأمور وتوتر العلاقة بينهما، ما يدفعه إلى الهرب منها، ويفضل قضاء الوقت مع أصدقائه بدلا منها.