تعرف محلات بيع مستخلصات العطور في الآونة الأخيرة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة وأنها توفر لهم كل أنواع العطور التي يريدونها، خاصة من الماركات العالمية وبأسعار جد معقولة، وهو ما جعل هذه المحلات، محل إقبال من طرف العديد من المواطنين، رجالا كانوا أو نساء، وهذا حرصا منهم على اقتناء عطرهم المفضل، للتباهي به أمام أصدقائهم ومعارفهم. ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى تزايد الإقبال على هذه المحلات، وبهذا الشكل الملفت للانتباه، هو أن أغلب المواطنين الجزائريين، لا يستطيعون اقتناء العطور ذات الماركات العالمية، بسبب غلاء أسعارها، الذي لا يتماشى وقدرتهم الشرائية، لذا تجدهم يلجأون إلى تعويضها بهذه العطور، التي يتم تحضيرها أمام مرأى أعينهم، وحسب اختيارهم، والتي تكون أيضا بأسعار منخفضة تناسبهم تماما، وبما أن مستخلصات هذه العطور، يتم استيرادها من بعض الدول الأوروبية، فهي تكون قريبة جدا من العطور الأصلية ويصعب التفرقة بينهما. ومن خلال الزيارة، التي قادتنا إلى أحد هذه المحلات، الكائنة بسوق بن عمار بالقبة، لاحظنا الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين، ولما سنحت لنا الفرصة، تقدمنا من صاحب المحل، الذي وجدناه شاب في مقتبل العمر، يقوم بمزج وتحضير العطور، بطريقة جد محترفة، إذ قال لنا إن مستخلص هذه الزيوت العطرية، يتم استيراده من الدول الأوربية، على غرار فرنسا وإنجلترا وإسبانيا، وأكد لنا محدثنا أيضا، بأنه لا يتم طرحها في السوق، إلا بعد أن تمر عبر مخابر التحليل، من أجل تحديد صلاحيتها، والتأكد أيضا من عدم وجود خطورة على المستهلك، وفي ذات السياق، أضاف بأنه لا يجب الاحتفاظ بها لأكثر من عام واحد، وهذا بسبب أن مدة صلاحيتها لا تتجاوز هذا العام. وعن كيفية تحضير العطر، يقول محدثنا بأنها سهلة، إذ تتم بمزج الكحول مع الزيت العطري، بنسب متفاوتة، للحصول على العطر الجاهز للاستعمال، أما عن طريقة اختيار العطور، من طرف الزبائن، فيضيف بأن ذلك راجع إلى ذوق الزبون أولا، فهناك من يفضل أنواع الزهور، وهناك من يفضل رائحة الحوامض، وهناك من يفضل الروائح الحلوة، وهذه الأخيرة تعد الأكثر طلبا بين الزبائن، والفصول أيضا تلعب دورا مهما، في اختيار الزبون لعطره، فالصيف مثلا يستدعي العطور الخفيفة، على عكس فصل الشتاء الذي يتطلب العطور الثقيلة، مؤكدا أن إقبال الناس على العطور يزداد في فترة الصيف، وعن الأسعار قال البائع إنها تتراوح من 200 إلى 1000 دج، حسب حجم القارورة، مع العلم أن العطور الشرقية، أغلى من الغربية، في حين تعرف هذه الأخيرة رواجا منقطع النظير، ففي محله لا تبقى الكميات المتوفرة، لأكثر من شهر، وهذا نتيجة للطلب المتزايد عليها. وفي هذا الصدد، تقول إحدى الفتيات، التي التقيناها بالمحل، إنها من الزبائن الدائمين للمحل، فهي لا تتوانى في اقتناء كل ما يعجبها من العطور، خاصة جديد الماركات العالمية، الذي لا تجده إلا في هذا المحل، وبالأسعار التي تناسبها تماما، لتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد -على حد قولها- فهي ستحظى بعطرها العالمي المفضل دون أن تدفع الكثير من المال.