قبل بضعة أيام من حلول شهر رمضان المعظم، لا يزال الإقبال على مختلف المحلات والأسواق الشعبية ملفتا للنظر، خاصة على محلات الأواني المنزلية، والتوابل وغيرها من المستلزمات المنزلية الخاصة بشهر رمضان الكريم. وتشهد العديد من الأسواق هذه الأيام إنزالا قويا من طرف الأسر والعائلات الجزائرية، وبصفة خاصة من الجنس اللطيف وربات البيوت اللواتي صرن يسابقن الزمن من أجل إتمام كافة الترتيبات المتعلقة باستقبال الشهر الفضيل، خاصة ما تعلق بتنظيف المنزل واستبدال الأواني القديمة بأخرى جديدة، وهي سيرة دأبت عليها الأسرة الجزائرية منذ سنوات طويلة، حيث يعتبر شهر رمضان الكريم ضيفا عزيزا وغاليا، ويحتل مكانة هامة للغاية ومن غير المعقول عدم الاستعداد له على أكثر من جبهة. في هذا الإطار تقول إحدى السيدات من العاصمة، إنه وبعد استكمالها لعملية تنظيف المنزل وغسل الأفرشة وغيرها، فقد انتقلت إلى المرحلة الثانية وهي اقتناء مختلف الأواني رغم أن القديمة منها اقتنتها قبل أشهر فقط لتقول إن الأواني الخاصة بشهر رمضان يجب أن تكون جديدة ومختلفة، بالإضافة إلى اقتناء التوابل الموجهة لإعداد مختلف الأطباق التقليدية الرمضانية وهي تحرص على اختيارها بعناية من لدى بعض باعة التوابل المعروفين بجلبهم نوعيات جيدة، سواء من الصحراء أو من المغرب الشقيق. وعدا الأواني المنزلية والتوابل والأفرشة، والمواد الغذائية المختلفة تهافتت الكثير من النسوة مؤخرا حسب ما لاحظناه في بعض الأسواق العاصمية كباش جراح والقبة وساحة الشهداء والحراش، على الكتب الخاصة بإعداد مختلف الأطباق و(الغراتان) والحلويات والمعجنات والمملحات واللحوم والأسماك وما شابه ذلك من أنواع وأصناف شهية ومختلفة، كما وجد العديد من الشبان الفرصة للاستثمار في هذه الكتب ورفع أسعار بعضها عما كانت عليه في وقت قريب جدا نظرا للإقبال الشديد والكبير عليها في الأسبوع الأخير الذي يفصلنا عن شهر رمضان الكريم ويقول أمين وهو بائع كتب طبخ وحلويات بمدخل سوق بن عمار بالقبة، إن الكتب التي كانوا يعرضونها بسعر لا يتجاوز 120 دج، في الفترة السابقة ارتفعت إلى نحو 180 دج، أما التي كانت ب 200دج، فارتفع سعرها إلى 250 دج، فيما أن بعض الكتيبات الصغيرة التي لم يكن سعرها يتجاوز 70 دج، فوصل إلى 120 دج، نتيجة للإقبال القوي عليها من طرف السيدات اللواتي يرغبن في اكتشاف أصناف جيدة، وتجريبها خلال الشهر الفضيل، وأضاف محدثتا أنه وبسبب قدوم رمضان هذه السنة في عز الصيف فإن الإقبال من طرف السيدات الجزائريات كان أكثر على الوصفات الخاصة بالعجائن والمملحات والأطباق الخفيفة والسلطات، باعتبارها الأصناف الأكثر استهلاكا في رمضان هذه السنة، مقارنة بالأطباق التقليدية الأخرى الخاصة بشهر رمضان والتي كانت تحرص على إعدادها العائلة الجزائرية، إنما ونتيجة للحرارة المرتفعة، وعجز الكثير من الصائمين عن تناول أطباق ثقيلة ودسمة، فإن هذه الأصناف الخفيفة تعتبر الحل الأمثل والمناسب والبحث عن أنواعها الكثيرة هو هدف السيدات هذه الأيام لذلك اعتبر ذات المتحدث الفرصة مناسبة للغاية لتحقيق أرباح ربما لن تتاح لهم الفرصة لتحقيقها خارج هذه الفترة.