رغم أنه لا زالت تفصلنا بضعة أسابيع على حلول شهر رمضان الكريم، إلا أن عددا من العائلات الجزائرية قد انطلقت بالفعل في التحضيرات لهذا الشهر الفضيل، الذي يحظى لدى الشعب الجزائري ولدى الشعوب المسلمة قاطبة بمكانة عظيمة، فيحضرون لقدومه كضيف عزيز وغال عليهم، ويبذلون لأجل ذلك الكثير من الجهد والوقت والمال، وفي الجزائر فإن إعادة طلاء المنازل وإعادة تنظيف كافة الأواني، واقتناء أوان جديدة خصيصا للشهر الكريم، بالإضافة إلى تحضير عدد من المأكولات والتوابل والمخللات، تعتبر أكثر المظاهر بروزا فيما يخص تحضيرات شهر رمضان. ويبدو أن الوقت قد داهم الكثيرين، ولم يشعروا إلا وقد بدأ العد التنازلي للشهر الفضيل، فبعد المونديال وحمى الأعراس التي تصاعدت بشكل كبير بغية إتمامها قبل العاشر من شهر أوت وهو اليوم الذي من المحتمل أن يكون غرة شهر رمضان الكريم لهذه السنة، وجد الكثيرون أنفسهم في سباق مع الزمن لأجل إتمام كافة التحضيرات المتعلقة بشهر رمضان. ومن خلال جولة بسيطة إلى مختلف الأسواق الشعبية، نلاحظ تهافت الكثير من السيدات الجزائريات على اقتناء، مختلف الأواني المعدنية والفخارية، التي تلقى رواجا كبيرا خلال شهر رمضان مقارنة ببقية أشهر السنة، ويتم التركيز في الغالب على قدر الفخار الذي يخصص لطبق الشوربة، حيث يفضل العديد من الجزائريين تناول طبق الشوربة المحضر في هذا القدر نظرا لنكهته الفريدة والمميزة، بالإضافة إلى بقية الصحون الخاصة بهذا الطبق التقليدي الذي لا يمل الجزائريون من تناوله طيلة 30 يوما كاملة. كما يعد استبدال بقية الأواني الأخرى حتى وإن كانت جديدة، وزائدة عن حاجة العائلة، أمرا لا مجال لمناقشته مطلقا، ويستغل الكثير من الشبان هذه الأيام لأجل عرض مجموعات كبيرة ومتنوعة من الأواني الخاصة بشهر رمضان، مقابل أسعار مغرية تسيل لعاب ربات البيوت اللواتي يجتمعن حول هؤلاء الباعة لأجل اقتناء كل ما يحتاجون إليه. من ناحية أخرى تشهد طاولات بيع التوابل وكذا المحلات المتخصصة فيها وفي بيع بقية أنواع الأعشاب والعطارة، حركة استثنائية، لم تشهدها قبل أيام قليلة فقط، حيث بدأ عدد منهم في إعادة طريقة تصفيف وعرض مختلف أنواع التوابل واللوازم التي تحتاجها السيدات الجزائريات عادة في تحضير أطباقهن التقليدية في هذا الشهر الكريم، هذا فيما اتجهت بعض السيدات إلى الاتفاق مع هؤلاء الباعة على جلب أنواع معينة من التوابل غير المتوفرة بالعاصمة، وذلك عبر جلبها من الولايات الصحراوية للوطن أو من البلدان المجاورة وعلى رأسها التوابل المغربية، من جهة أخرى، فإن بعض السيدات اللواتي اعتدن على تحويل منازلهن إلى ورشات عمل يومية خلال رمضان قد بدأن بالفعل في الاتفاق مع زبائنهن من أصحاب المحلات وحتى من المواطنين العاديين، أيا كانت نوعية السلع التي ينتجنها كالديول والمطلوع ومختلف أنواع المعجنات الأخرى وكذا اقتناء السلع والمستلزمات الخاصة بنشاطاتهن. ولعل النقطة الأساسية والمشتركة بين هؤلاء جميعا، هي حالة الجو خلال شهر رمضان، حيث يتخوف الكثير من الجزائريين من الحرارة الشديدة التي قد تجعل صيامهم شاقا نوعا ما، إلا أن كل ذلك يهون في سبيل أداء هذه الفريضة الدينية الهامة والتقرب إلى الله عز وجل بالخيرات والطاعات فاللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا.