مازالت أسواق العاصمة وعلى رأسها الأسواق الشعبية على غرار ساحة الشهداء، ميسوني والمحلات المجاورة تشهد إقبالا كبيرا على الأواني المنزلية التي لازالت تحتل الصدارة في مجمل المقتنيات التي تدخل بيت الجزائري يوميا، وقد تفنن أصحاب المحلات المجاورة لسوق ميسوني والمحلات المتفرقة في أرجاء العاصمة في عرض تشكيلات مختلفة من الأواني الزجاجية وأخرى فخارية وحتى البلاستيكية تخدم حاجة المواطن في الشهر الكريم ، ولمعرفة أسباب هذا الإقبال المتزايد الذي لم تقهره أسعار الخضر والفواكه واللحوم الملتهبة توجهنا إلى بعض الأسواق، حيث تحدث إلينا عدد من ربات بيوت وبعض أصحاب المحلات عن سر الإقبال الكبير. تعج محلات بيع الأواني المنزلية بزبائن أوفياء لم ترهقهم حرارة الشمس ولا لهيب الأسعار الذي عصف بالجيوب خلال هذا الشهر، حيث يصعب عليك وضع قدميك في أي محل من المحلات المترامية هنا وهناك، وعليك الانتظار حتى يكون صاحب المحل جاهزا لتقديم طلبك، كما تجد نفسك حائرا أمام الكم المعروض في قلب المحلات، إلى جانب الأسعار المعقولة التي حاول من خلالها أصحاب المحلات استقطاب أكبر قدر من الزبائن، حيث أكد لنا محمد صاحب محل فتح منذ شهرين أن الأسعار التي عرضت بها السلع وضعت خصيصا لشهر الرحمة، حتى يتسنى للزبائن وخصوصا أصحاب الدخل الضعيف الاستفادة منها، وهنا استطرد قائلا "لاحظت أن أكثر المستفيدين من التخفيضات هم الأغنياء الذين تدفقوا بقوة للاستفادة من العروض التي ستنتهي بعض الشهر الفضيل مباشرة". نوعية الأواني تعكس مستوى صاحبها هذا التخفيض المميز الذي جاء تماشيا مع متطلبات ورغبة الجزائري خلال الشهر الفضيل في التغيير واقتناء الجديد تيمنا بحياة مميزة ومتجددة، من خلال بعض العادات الغذائية التي تستوجب مائدة رمضانية مشكلة، وكذا العادات الاجتماعية والمتمثلة في دعوة أفراد العائلة والأصدقاء لتناول الفطور، حيث يتطلب هذا الأمر تجهيز طاولة متناسقة الأواني والطعام أيضا، وفي هذا الصدد تقول نريمان "شراء أوانٍ جديدة وإن كان عددها قليلا، لكن الأمر ضروري، حيث يضفي إحساسا بالتجديد، كما أن اختيار الأواني حسنة المظهر كالصحون الكبيرة والصغيرة والصينيات مختلفة الأشكال والأحجام وحاملة وعاء الحساء والملاعق اللامعة، كلها أمور تعود إيجابا على صاحب البيت، وخصوصا إذا قام بدعوة أفراد عائلته أو أصدقائه للإفطار معه، فنوعية الأواني التي يقدم فيها الطعام تعكس شخصية الفرد، ومستواه الاجتماعي لهذا أنا أحرص دوما على اختيار الأواني الجميلة سواء الخاصة بالفطور أو تلك التي تحمل القهوة والشاي. الغراتان ضيف رمضاني عزيز الجدير بالذكر أن صينية الفرن بمختلف أنواعها الزجاجية والفخارية الخاصة بالغراتان من أكثر الأواني المطلوبة طيلة الشهر الفضيل، والسبب قطعا يعود للإقبال الكبير على أطباق الغراتان التي تعتبر من أخف المأكولات، خصوصا أنها تطهى في الفرن، علاوة على تقديم الشيفات العرب على الفضائيات العربية كمّا معتبرا من الأطباق على شاكلة الغراتان، مما يدفع السيدات قطعا للرجوع إليه، علاوة على شكله المغري، وبما أنه مختلف الأنواع فحتى صينياته وأطباقه مختلفة الأحجام، وقد عرضت الصينيات بأشكال مختلفة، منها السمكات الثلاثة مختلفة الأحجام، وهي مصنوعة خصيصا لكل أطباق السمك وانطلقت أسعارها من 200 دج، وأخرى خاصة بالجمبري وهي مصنوعة من الفخار الفخم بسعر 500دج، كما تراوحت أسعار الصينيات الزجاجية بين 350 دج و800 دج. وقد أشار يوسف صاحب محل بساحة الشهداء إلى أن صينيات الغراتان قد نالت حصة الأسد من مجمل المشتريات، إلى جانب أطقم القهوة التي تراوحت أسعارها بين 500 دج و2800 دج، في حين لم يتعد طقم الشاي سقف 500 دج، حيث اضطر لتزويد المحل بكم معتبر منها لتغطية الطلبات. لم أضيع الفرصة في حين أشارت ابتسام التي جاءت من مدينة الورود خصيصا لشراء الأواني المنزلية إلى أن قريبة لها اشترت بعض اللوازم وشوقتها لرؤية المعروضات، خصوصا أنها من عشاق الأواني المنزلية، تقول"أنا من النوع الذي يحرص على جمال مطبخه، لذا تجدني دوما أبحث عن الجديد والأنواع التي تزين المطبخ، وتخدم أفراد البيت كما أنها تمتاز بخاصية جمالية، لهذا جئت لاقتناء بعض أطقم القهوة وكؤوس المشروبات الغازية، خصوصا أن الأسعار مغرية".