أعرب لوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية الفرنسي عن رغبة بلاده في الانتقال إلى مرحلة جديدة في علاقتها مع الجزائر مشيرا إلى ضرورة معالجة الماضي بكل موضوعية، ومن جانبه أكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية الجزائرية أن مسألة الذاكرة لا يمكن نسيانها، موضحا أن الظروف مهيأة لمعالجتها بطريقة أكثر ذكاء، ويبدو جليا من خلال ما حملته زيارة فابيوس أن فرنسا تريد علاقات قوية مع الجزائر دون أدنى اعتراف بجرائمها الاستعمارية أو اعتذار عنها.. وعبّر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي خلال ندوة صحفية عقدت مساء الأحد عن رغبة فرنسا في (معالجة الماضي بكل موضوعية وبتبصر دون إخفاء أي شيء)، موضحا نيتها في تعزيز العمل المشترك وأضاف فابيوس في ذات السياق أن الجزائروفرنسا (كانت لهما محن قاسية وماض مشترك وحاضر يقربهما اليوم ومستقبل يجب أن يشيدا له معا)، وفي حديثه عن العلاقات الجزائرية الفرنسية شدد وزير الخهارجية الفرنسي على الإرادة في الانتقال إلى "مرحلة جديدة". وأوضح فابيوس خلال ندوة نشطها مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن عبارات (إعطاء دفع جديدة والانتقال إلى مرحلة جديدة وشراكة مميزة ليست جوفاء مضيفا أنها (تنم عن إرادات ملموسة تحذو الطرفين الجزائري والفرنسي). ومن جهته أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أنه من غير الممكن نسيان الذاكرة في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وأوضح بهذا الصدد بأن (مسألة الذاكرة التي تعتبر حاضرة في أذهان المسؤولين والمواطنين المواطنين على حد سواء لا يمكن نسيانها)، مشيرا إلى البرقيات التي تبادلها الرئيسان الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والعيد الوطني لفرنسا (تدل على أن مسألة الذاكرة تبقى راسخة في الأذهان)، وأضاف في ذات السياق قائلا (نود اليوم أن نؤمن أن ثمة روح أخذت تتبلور وستسمح لنا بمعالجة مسألة الذاكرة بطريقة أكثر ذكاء)، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يقرر (نسيان)" هذه الذاكرة، كما أوضح إلى جانب ذلك أنه "يتعين على كل من الطرفين أن نستلهما من هذه الذاكرة لكي يعززا العلاقات بين البلدين". وفي سياق ذي صلة دعا وزيرا الخارجية الجزائري مراد مدلسي والفرنسي لوران فابيوس أول أمس الأحد بالجزائر العاصمة إلى حل سياسي للأزمة التي تهز مالي مبرزين ضرورة تعزيز القاعدة المؤسساتية لهذا البلد، حيث أكد مدلسي خلال ندوة صحفية نشطها مع لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية عقب جلسة عمل جمعت الوزيرين أن الحل الأمثل للأزمة المالية هو الحل السياسي والحوار الذي يجب أن يسود. ومن جانبه أيد وزير الخارجية الفرنسية الرأي الجزائري مذكرا بالوضع المعقد الذي يسود مالي وذلك حفاظا على الوحدة الترابية للبلد وتجنب انقسامه وتشتته، وتطرق فابيوس أيضا إلى تهديد الإرهاب في منطقة الساحل من خلال انتشار جماعات مسلحة ذات صلة بالشبكات الإرهابية وبالمتاجرة بالمخدرات، وأكد بهذا الصدد بأن (هذا يشكل تهديدا بالنسبة للسكان المحليين والمنطقة والعالم بأسره). وفي سياق آخر صرح وزير الخارجية مراد مدلسي الأحد بالجزائر العاصمة بأن الجزائروفرنسا قد قررتا استكمال بعض الاتفاقات التي لها الأولوية في مجال التعاون الثنائي بأسرع وقت ممكن حيث عبر قائلا (لقد اتفقنا على العمل على استكمال الاتفاقات الأولوية في أسرع ما يمكن)، مشيرا إلى أن البلدين قررا أن يقدما (إسهاما أكثر وضوحا لعلاقاتهما السياسية والاقتصادية وذات البعد البشري وكذلك للتعاون العسكري والأمني). أما بخصوص الأرشيف فقد أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الطرفين اتفقا على تنصيب لجنة مشتركة للعمل، وأشار على الصعيد الاقتصادي إلى أن الجزائروفرنسا قررتا مواصلة العمل الذي تمت مباشرته في الأشهر الأخيرة من أجل استكمال بعض الاتفاقات الأولوية كقطاع صناعة السيارات والصناعة الصيدلانية ومواد البناء والبتروكيمياء. هذا وقد سجل الطرفان تحسنا بشأن البعد البشري على مستوى تنقل الأشخاص من خلال (تحسن شروط الحصول على التأشيرة) مبرزان ضرورة بذل مزيد من الجهود في هذا المجال.