تجدّدت الاحتجاجات نهاية الأسبوع المنصرم ببلدية حاسي بحبح شمال ولاية الجلفة للمرة الثانية على التوالي في ظرف أسبوع، حيث خرج مواطنو حي بوعافية في وقفة احتجاجية أقدموا من خلالها على غلق الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين بلديتي حاسي بحبح وعاصمة الولاية، رافعين خلالها شعارات نددوا فيها بالوضعية المزرية. الحركة الاحتجاجية جاءت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول أين أكد من خلالها مسؤول الحي في تصريحه ل "أخبار اليوم" أنّ معاناتهم لا تزال متواصلة فيما يتعلق بمشكل التزويد بالماء الشروب وغياب الإنارة وانتشار المزابل والنفايات، وحسب ما ذكره ذات المتحدث أنّ النقطة التي أفاضت الكأس وجعلت السكان يقدمون على غلقهم للطريق هو معاناتهم مع أزمة العطش الخانقة التي يتخبطون فيها منذ حوالي شهرين جعلتهم يعيشون معاناة حقيقية نتيجة غياب الماء عن حنفياتهم وهو ما دفع منهم إلى اقتناء صهاريج المياه بأثمان باهظة بالرغم -كما يؤكده - من المراسلات العديدة التي وجهوها إلى الجهات المعنية، مشيرا إلى أنّ الوعود لا تزال سيدة الموقف. (نحتج على كل شيء فليس لدينا شيء..) المتحدث ذاته ذكر أنّ الحي يعتبر من أكبر الأحياء ذات التعداد السكاني، إلا أنه يعاني -حسبه- من نقص كبير في الماء نتيجة عجز فرع الجزائرية للمياه بالمدينة إلى ترميم أحد الأنابيب الرئيسية، بالإضافة إلى سوء التوزيع في ذلك، وهو ما خلق استنفار كبيرا على مستوى المدينة، وقد أشار المتحدث في ذات السياق إلى أنّ الوضعية ازدادت تدهورا مع مرور الوقت حتى وصل الأمر إلى حدود لا تطاق مع غياب الإنارة العمومية التي أكد في شأنها أنّ حظيرة البلدية تتوفر على شاحنة الإنارة العمومية والمصابيح، مشيرا إلى أنّ حيّهم أقصي من هذه الاستفادة، مما جعلهم يدقون ناقوس الخطر بسبب الظلام الدامس ويتخوفون على أرواحهم وممتلكاتهم، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من انتشار للمزابل والنفايات على الشريط الحدودي بالمدينة خصوصا ما تعلق بالناحية الجنوبية اتجاه ولاية الجلفة بالقرب من الملعب البلدي والنواحي القريبة من المسلخ البلدي ما نجم عن ذلك انتشارا للزواحف السامة كالعقارب و الناموس خاصة مع هذا الفصل الذي اشتدت فيه درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها، وردا على سؤال طرحناه على بعض الشباب المحتج، قال أحدهم بنبرة حادة (نحتج على كل شيء)، (لا يوجد شيء في الحي)، و (المير) لم يقدم لنا شيء، وعدونا بمشاريع لتخليصنا من حياة الذل والهوان التي نعيشها، غير أنّ ما هو ملموس لم نقف عليه تماما وبقيت الوعود مجرد وعود. للإشارة كانت (أخبار اليوم) حاضرة بمكان الاحتجاج أين تدخل رئيس الدائرة لمحاورة المواطنين الغاضبين وقام بالتفاوض مع ممثلي المحتجين ووعدهم بإيجاد حلول لانشغالاتهم قريبا، مؤكدا لهم أنّ أشغال إنجاز المشروع الخاص بتزويد الماء سينطلق قريبا، وأنّ المشكل يكمن في قدم شبكات ضخ التوزيع، مشيراً إلى أن هناك مشاريع أخرى سوف يتم تجديدها، مضيفاً في ذات السيّاق بأنه تم وضع خطة عمل سيشرع في تطبيقها خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث أبدى تفهمه للوضع الذي يعيشونه، مطمئنا إياهم بأخذ مطالبهم بعين الاعتبار في أقرب الآجال، وهو ما أدى إلى إنهاء الاحتجاج وفتح الطريق أمام مستعمليه، هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ عناصر الأمن كانوا حاضرين بعين المكان وطوقوه للحيلولة دون حدوث أي انفلات جدير بالذكر إلى أن أزمة نقص التموين بالمياه الصالحة للشرب في هذه الأيام تعيشها أيضا مختلف أحياء بلديات ولاية الجلفة أرجعها المواطنون إلى سوء في التوزيع والتسيير.