جدد سكان قرية أسياخ اومدور، الكائنة عند المخرج الشرقي لمدينة تيزي وزو، بالقرب من المنطقة الصناعية بواد عيسي، نداءهم للسلطات المعنية، بخصوص ما أسموه حقهم في التنمية، و توفير الشروط الضرورية للمعيشة الكريمة. انشغالات السكان بالقرية المذكورة، قائمة على أساس المطالبة بإدراجهم في البرامج التنموية التي تسطر على مستوى بلدية تيزي وزو، هذه البرامج التي لم تدرج القرية – حسبهم- ضمنها، رغم تسجيل العديد من النقائص على مستواها، حيث تفتقر لأدنى الشروط الضرورية لضمان حياة لائقة لقاطنيها، وهي شروط من شانها أن تجعلهم يشعرون بانتماءهم للولاية التي تعتبر حاليا ورشة مفتوحة بتسجيل أكثر من 9500 مشروع استثماري وتنموي مبرمج عبر إقليمها، منها المتواجد في طور الانجاز والذي لم ينطلق بعد ، وهي المشاريع التي لم يتم إدراج قرية اسياخ اومدور للاستفادة منها أو على الأقل من بعض منها، رغم تجديد السكان لمطالبهم التي يعتبرونها بسيطة وضرورية، وهو الأمر الذي يلحون عليه عند كل مناسبة تتاح لهم وفي الوقت الذي تطالب فيه بعض القرى والمناطق الريفية ربطها بالغاز الطبيعي، وغيرها من الموارد الحيوية، تبقى مطالب سكان قرية أسياخ اومدور تتوقف على إعادة تهيئة شبكة الصرف الصحي، المتواجدة في درجة متقدمة من الاهتراء، والتي أنجزها السكان بطرقهم الخاصة، كما تجدر الإشارة إلى ان معظم سكنات القرية، من البناءات الفوضوية والقصديرية، ووجدت المياه القذرة من ممرات ومعابر التجمعات السكنية مصبا لها، ما جعل منها محيطا خصبا لتكاثر الأوبئة والأمراض المنتقلة عبر المياه القذرة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، والتي تزداد نتانة بفعل الظروف الطبيعية، كما يطرح بهذه القرية مشكل اهتراء الطرقات، التي هي بحاجة كبيرة للتهيئة والتزفيت، إلا أن بقاء شبكة الصرف الصحي على حالها، يجعل من المستحيل القيام بتزفيت الطرقات وإصلاحها، هذه الطرقات التي تصعب الحركة والتنقل عبرها على مستعمليها، من راجلين وراكبين وتضاف لجملة هذه النقائص التي أصبحت تنغص حياة المواطنين، مشكلة النقص الفادح للمياه الصالحة للشرب وجفاف الحنفيات لأيام عديدة من الأسبوع، لينطلق المتضررون في رحلة بحث شاقة عن هذا المورد الحيوي، المستحيل الاستغناء عنه، بدخوله في جميع الاستعمالات اليومية من جهة، ولا يمكن استعماله ملوثا أو قذرا من جهة أخرى، نظرا لخطورة ذلك على صحة المواطن، يحدث هذا في قرية تعد من اقرب القرى لسد تاقسبت الذي يتسع ل180مليون م3، السد الذي قطعت قنوات إيصال مياهه مئات الكيلومترات لتموين الولايات المجاورة، في حين يلاحق العطش سكان اقرب القرى إليه وفي عز الشتاء وأحر أيام الصيف، وأمام هذه الوضعية المزرية، تبقى مطالب سكان القرية الذين كثيرا ما اضطروا للقيام بأعمال شغب، وحركات احتجاجية مستمرة لإيصال أصواتهم للسلطات المعنية، إلا أن مطالبهم لم تتم الاستجابة لها، لحد الساعة إلا بوعود ذهبت مهب الريح، بمجرد توقف الحركة الاحتجاجية التي تقود السلطات لعين المكان من اجل امتصاص غضبهم، و قطع وعود من شانها تحقيقها في اقرب الآجال، لكنها تبقى وعود بمشاريع وهمية و مسؤوليات متقاذفة بين مختلف الجهات.