أكد السيد حسين معزوز، المسؤول الأول بولاية تيزي وزو، أن تحقيق التنمية بالمنطقة يتحدد وفق جملة من المتغيرات التي تتحكم فيها. مشيرا إلى أن أهم هذه المتغيرات تقف على مدى توفير العقار، وكذا القضاء على مشكلة المعارضة التي تقف حجر عثرة أمام المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية، كما أنها تعكر طريق التنمية، ذلك أن تحقيق الهدف يتجسد بمدى وعي السكان بهذين المتغيرين ومدى تأثيرهما على دواليب التنمية. ودعا الوالي في "فوروم" حول التنمية المحلية نظمته جريدة "لا ديباش دو كابيلي" بفندق لالا خديجة بمدينة تيزي وزو يوم الخميس الماضي، إلى ضرورة العمل على تجاوز هذه العقبات التي كانت السبب الرئيسي في تأخر عجلة التنمية بتراب الولاية، حيث تناول الوالي مختلف القطاعات والمشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية، وكذا ما تم تحقيقه بغرض تحسين الإطار المعيشي للسكان. مشيرا إلى أن تيزي وزو حققت قفزة نوعية في مختلف المجالات وتجسد ذلك في المشاريع الهامة والطموحة التي تم إنجازها، والدليل على ذلك القيمة المالية المستهلكة خلال السنة الماضية والمقدرة بما يزيد عن 20 مليار دج، حيث بذل مسؤولو القطاعات والمصالح الولائية مجهودات جبارة من أجل الاستجابة لانشغالات السكان، بالرغم من الحواجز التي تعرقل المسار التنموي، إلا أن ذلك حتى وإن تسبب في تسجيل المشاريع لنوع من التأخر، إلا أنه لم يقلل من عزيمة العمل والمواصلة من أجل بلوغ الهدف المنشود المتمثل في تحسين الإطار المعيشي للسكان وتوفير كل متطلبات الحياة لقاطني القرى النائية والمنعزلة، ما يضمن بدوره تدارك التأخر المسجل ودفع عجلة التنمية بشتى القطاعات. وأشار السيد حسين معزوز إلى أن ولاية تيزي وزو حظيت وكغيرها من ولايات الوطن، بميزانية جد هامة سيتم استغلالها لفائدة تنمية ال 67 بلدية، من خلال تجسيد المشاريع التي كثيرا ما طالب بها السكان وألح على ضرورة توفيرها سواء كانت سكنية، صحية أو غيرها. وفي سياق متصل، قال المتحدث أن من بين أولويات المصالح الولائية، حماية البيئة والمحيط الذي يعاني من التلوث بسبب المفارغ العشوائية التي تتوزع على إقليم لولاية والمقدرة بنحو 1500 مفرغة. مؤكدا أن السلطات تعمل جاهدة على برمجة مشاريع بغرض حماية البيئة ووقف زحف القمامة على حساب المساحات الخضراء، حيث يسهر المعنيون على متابعة أشغال انجاز مفارغ عمومية تخضع للمراقبة بعدة بلديات وفقا للشروط والمقاييس المطلوبة، دون نسيان أهم مشروع استفادت منه الولاية والمتمثل في مركز ردم النفايات المنزلية الذي أنجز بوادي فالي. موضحا أن تحقيق الهدف يستدعي وضع ميكانيزمات تضمن نجاح مخطط حماية الطبيعة والمحيط، من جهة، ومن جهة أخرى، ضمان صحة المواطنين. وأضاف المسؤول الأول بولاية تيزي وزو، أن تحقيق التنمية لا يقف على مجال واحد أو قطاع محدد، وإنما الكل يساهم بقسط في إحداثها وتحقيقها، حيث قال إن السياحة بالولاية بحاجة كبيرة إلى دعم، باعتبار أنها تساهم في جلب السياح، فضلا عن كون الولاية تحوي مناظر خلابة بحاجة إلى استغلال. مشيرا إلى أن السلطات برمجت عدة مشاريع، منها مشروع استحداث منطقة توسيع سياحية، إضافة إلى مركز تكوين وتوجيه سياحي ابتداء من هذه السنة، مع التذكير بأشغال التهيئة التي أنجزت على مستوى الشواطئ المسموح بالسباحة فيها والموزعة على كل من المنطقة الساحلية والسياحية ازفون وتيقزيرت لتكون مهيأة لاستقبال المصطافين، خاصة وأنه تم تسجيل استقرار الأوضاع الأمنية بالمنطقة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تدل الأرقام المتوفر عليها على تراجع الإجرام بمختلف أشكاله والأعمال الإرهابية. واغتنم الوالي الفرصة ليثني بالمناسبة على الروح التضامنية والعمل البطولي الذي قام به سكان افليسن في تحرير ابنها المختطف دون دفعهم فدية مقابل ذلك. كما تحدث الوالي عن مختلف المشاريع التنموية التي حظيت بها الولاية، لا سيما مدينة تيزي وزو بغرض فك الخناق عنها، منها مشروع الطريق الاجتنابي الشمالي، وكذا استلام محطة السكة الحديدية في شطرها الرابط بين تيزي وزو والمنطقة الصناعية واد عيسي، إضافة إلى برمجة مشروع انجاز تليفيريك، وتحويل محطات نقل المسافرين ما بين البلديات بعدما برمجت أشغال انجاز محطات جوارية، فيما ينتظر استحدا ث أو ميلاد مدينة جديدة بوادي فالي التي تعرف حركية ونشاطا كبيرين بحكم المشاريع السكنية، الرياضية، الطرق وغيرها، المبرمجة فيها. ولم يفوت الوالي الفرصة ليتناول قضية العمليات الاحتجاجية التي عرفتها الولاية مؤخرا. مشيرا إلى أن المواطنين يطالبون بتحسين المستوى المعيشي الذي يتواجدون فيه وأنه من حقهم المطالبة بنصيبهم من التنمية لكن يشترط أن يكون بالهدوء والسكينة، حيث قال إن هناك نوعا من التحريك والتقليب في بعض الحركات الاحتجاجية، وان مصالح الولاية تتبع طريق الحوار للتفاهم مع المواطنين، من اجل الوصول إلى هدف واحد هو تحقيق التنمية الذي يعد مفتاح وحل كل المشاكل التي تواجه الولاية عامة وسكانها خاصة.