المار بمختلف الشوارع والأزقة يلاحظ تأهب المواطنين من أجل إحباط محاولات السرقة التي تتربص بهم وتتضاعف عملياتها خاصة في شهر رمضان الكريم بما لا يتوافق مع طبيعة الشهر، لكن هؤلاء اللصوص عادة ما يصطادون فرائسهم على مستوى الأسواق وبمختلف الأزقة والشوارع وكذا محطات النقل من أجل الانقضاض عليهم وسرقة ممتلكاتهم وانتهاز فرصة تعبهم وصيامهم من أجل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي باتت تشيع في كل مكان وترتبط ارتباطا وثيقا بالشهر الفضيل، ما أدى بالكل إلى فتح عيونهم في هذه الأيام. نسيمة خباجة وعلى الرغم من تكثيف الإجراءات الأمنية على مستوى المناطق الحيوية التي تعرف توافد المواطنين إلا أنها باتت لا تنفع مع بعض اللصوص المحترفين، بحيث تسجل العديد من حالات السرقة، ناهيك عن العراكات المندلعة هنا وهناك، ولم يقو حتى الشهر الفضيل على الكف عن تلك الآفات بالنظر إلى غياب الوازع الديني عن الكثير من الشبان المنحرفين الذين يواصلون ارتكاب المعاصي حتى وهم صائمون، حتى أن هناك شكوكا تراود الكل حول صيامهم من عدمه كون أن الصيام ليس صياما عن الأكل والشرب بل هو أيضا صيام الجوارح هي الأخرى عن القيام بالمنكرات. وبالنظر إلى ارتباط تلك العمليات مع الشهر الكريم وتضاعفها خلاله يذهب الكثيرون إلى التحلي بالكثير من الحيطة والحذر عبر الشوارع وكلهم خوف من تعرضهم إلى تلك السيناريوهات المخيفة التي باتت تؤرقهم وتنغص هدوئهم وهم يتبضعون عبر الأسواق، إلى جانب المحطات التي ليست بمنأى عن تلك الحوادث المأسوية التي يروح ضحيتها نساء ورجال من مختلف الشرائح العمرية. وعرفت الأيام الأولى من الشهر الكريم مجموعة من المحاولات أحبطها بعض المواطنين بفطنتهم وحنكتهم، ما سردته علينا سيدة في العقد الرابع، بحيث قالت إنه مؤخرا ومباشرة بعد نزولها من الحافلة في مكان شبه خال رأت أحدهم الذي كان بهيأة رياضية يترصدها من بعيد وبعد صعودها الجسر كانت تترقبه فرأت أنه يتبعها بعيونه وما إن تابعت خطواتها حتى التفتت فرأته ورائها، في ذلك الحين نهرته وقالت له لماذا تتبعني فأنكر وكاد يضربها وعاود خطواته من حيث أتى، مما يؤكد نية غدره بها فلو كان حسن النية لأكمل مشواره من تلك الناحية، بعدها احتارت كيف تشجعت وخاطبته وبذلك أحبطت محاولة اعتدائه عليها في تلك الناحية التي لا تشتمل على الراجلين وهي أرصفة على حواف الطريق السريع. الأسواق الشعبية هي الأخرى تحقق مطمعا وملاذا للصوص في شهر رمضان بالنظر إلى الاكتظاظ الذي تعرفه وهي كلها ظروف تساعد اللصوص على تنفيذ مخططاتهم في السطو على أملاك الناس وإفزاعهم وهم صائمون، ومن يطأ الأسواق في هذه الأيام يجد أن أغلب المواطنين لا يأمنون أحدا، فالنسوة يسرن وهن يمسكن بإحكام حقائبهن النسوية أو حافظتهن الجلدية وكذلك هو الحال بالنسبة للرجال، لإحباط أي محاولة، ما أكده لنا بعض التجار على مستوى سوق الساعات الثلاث بباب الوادي بحيث أجمعوا على أن عمليات السرقة تتضاعف في رمضان وعادة ما يشهد السوق وقائعها عن طريق السطو على الحافظات الجلدية في ظل التدافع والاكتظاظ، فهما فرصة بيد اللصوص لتنفيذ جرائمهم. ومع إعلان اللصوص ممارسة حرفتهم المعهودة بوتيرة أوسع خلال أفضل الشهور الذي يأبى الكل إلا التقرب إلى الله تعالى بفعل الخير في أيامه، وجب على المواطنين اتخاذ تدابير الحيطة والحذر وحراسة أنفسهم من تلك العمليات التي تتضاعف في شهر الرحمة والغفران.