كل سنة من شهر رمضان يكثر التنافس ويشتد للتقرب من الله تعالى فيبحث الناس عن أفضل السبل والطرق لإرضائه وحصد الأجر والثواب، ويعتبر الشهر الفضيل مناسبة يفتح الله لنا فيها كل الأبواب لتحرير أنفسنا من السيئات وتعويضها بالحسنات والأجر فكان القرآن الكريم أفضل الفرص لهذه النعمة، فخلافا لسائر الأيام والأشهر يحرص الجزائريون على غرار كل المسلمين في بقاع الأرض على تلاوة المصحف الشريف منذ اليوم الأول لما في ذلك من فضل وحكمة في هذا الشهر المميز والعظيم فتتضافر الجهود فتصبح مضاعفة وهذا في سبيل التمكن من ختم المصحف المقدس مع نهاية شهر رمضان وكل شخص له نية خالصة في الظفر بنصيب وزاد معتبر من الحسنات. هذا الحرص الكبير على ختم تلاوة المصحف قادنا لرصد آراء الجزائريين ومعرفة نظرتهم في هذا المجال الروحي والديني، توجهنا إلى المدرسة القرآنية بشارع كريم بلقاسم يتليملي حيث التقينا صليحة التي روت لنا بأنها تحاول جاهدة كل شهر رمضان أن تختم القرآن الكريم، وقد تمكنت من ذلك العام الماضي حيث كانت تتلو جزءا كل يوم عقب عودتها من صلاة التراويح وبفضل مواظبتها على القراءة استطاعت أن تكمله مع آخر يوم من الصيام، الأمر نفسه لأمين فهو الآخر لم يتخلف عن تلاوة القرآن الكريم يوما وتمكن أكثر من مرة من ختمه، ويضيف أن قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان وبالأخص لمن أتمه فإن ذلك يزيد من حسناته فليس هناك أجمل من كلمات الله تعالى، بل أكثر من ذلك، فإن هناك من يختمه عدة مرات في رمضان. وعن تعوده وتمسكه بهذه العادة الجليلة كل رمضان قال: بحكم أن والدي مدرس قرآن ومن حفظته وكون عائلتي محافظة ومعظم إخوتي ختموا القرآن فأنا اتبعت نفس المنهج وختمت القرآن وأنا في سن الثالثة عشر. وبحكم المحيط أيضا يتأثر الإنسان وأنا أحمد الله على الأجواء الروحانية التي ترعرعت فيها بحكم أن والدي مدرس قرآن وأطلب من أقراني وحتى الكبار أن يتشبثوا بالقرآن الكريم وينتهزوا الفرصة في هذا الشهر ليتقربوا إلى الله تعالى بالقرآن الكريم والحفظ حتى يتسنى لهم حصد الثواب والمغفرة والأجر لأنه سبيل النجاة يوم القيامة. ومن جملة من صادفناهم أيضا عمي رزقي الذي وجدناه يتصفح المصحف الشريف. تقربنا منه فقال منذ كنت شابا وأنا أواظب على قراءة القرآن الكريم، وفي كل شهر رمضان كنت أختمه وبالنسبة لي فإن الصيام يكون مقرونا بالعبادات الأخرى كالصلاة وتلاوة كلمات الله، فالمجال واسع للفوز بالحسنات في هذا الشهر العظيم، ومن هنا يبقى التذكير بأن شهر رمضان المعظم أفضل مناسبة ليتقرب فيها الناس إلى خالقهم والقرآن الكريم أداة الوصل بين العبد وربه، كما أنه فرصة سانحة ليقلع فيها الإنسان عن عدة ممارسات مشينة خلال 11 شهرا من السنة.