عرفت أسعار مختلف الحلويات الرمضانية، خاصة الشرقية منها والغربية ارتفاعا ملحوظا خلال شهر رمضان لهذه السنة، مقارنة بالسنة الفارطة، وحسب العارفين بسوق الحلويات الرمضانية، فإن أسباب الارتفاع راجع بالأساس إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية خاصة، اللوز، الفول السوداني السكر، الزبدة، الزيت، البيض، الفرينة وغيرها، التي شهدت ارتفاعا محسوسا في أسعارها بأسواق الجملة، عما كانت عليه سابقا، وهو ما نتج عنه ارتفاع في أسعار الحلويات. ومس الارتفاع على وجه الخصوص الحلويات المصنوعة من اللوز، الذي شهدت أسعاره في سوق الجملة ارتفاعا وصل إلى حدود 1800 دج، وكذلك الفستق، الذي وصل سعره إلى 3000 دج، وكذلك البندق، الذي بلغ سعره 2200، ثم الجوز ب 1500، وكلها مكسرات تدخل في صناعة أهم وأشهى الحلويات الشرقية الخاصة بشهر رمضان الفضيل. في هذا الإطار، يقول أسامة وهو اختصاصي في صناعة الحلويات والمرطبات، بنواحي القبة بالعاصمة، إن أسعار الحلويات الرمضانية عرفت ارتفاعا محسوسا بالفعل، هذا الموسم، حيث بلغ مثلا سعر قلب اللوز حدود 35 إلى 60 دج، لا سيما الأصناف الجيدة، والمصنعة من مختلف أنواع المكسرات، كاللوز والفستق مثلا، أما المحنشة وسجائر الديول واللوز، فبلغ سعرها كذلك 60 دج، أما أسعار تارت الفواكه المختلفة، فبلغت حدود 40 و60 دج، بالنسبة للصغيرة الحجم، أما الكبيرة منها فبلغت حدود 600 دج، مؤكدا أن السبب راجع بالأساس إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية في أسواق الجملة، مثلما سبقت الإشارة إليه، بالإضافة أيضا إلى توقف عدد كبير من صناع الحلويات والمرطبات عن النشاط خلال الشهر الفضيل. على الجانب الآخر، المواطنون بدورهم، اشتكوا من هذا الارتفاع المحسوس الذي حرم على بعضهم اقتناء أصناف مختلفة من الحلويات، خاصة السورية التي يكثر عليها الطلب، وفي هذا الصدد قالت إحدى السيدات، من العاصمة، إنه يتطلب منها يوميا ما يقارب 700 إلى 800 دج، فقط من أجل اقتناء بعض الأنواع من الحلويات الشرقية المطلوبة في رمضان، وعن وجود أصناف أقل سعرا، قالت إنها مجرد إضاعة للمال، لأن أغلبها تكون مصنوعة من الكاوكاو، وبطريقة غير متقنة، واقتصادية لدرجة كبيرة، تجعل طعمها غير مستساغ بالمرة، وكثيرا ما يكون مصيرها أكياس القمامة، ولذلك فهي تفضل الأنواع الجيدة، التي تلبي شهية الصائم خلال السهرة الرمضانية بعد يوم كامل من الصيام. وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من أصحاب محلات الحلويات، بالإضافة إلى العاملين فيها، قد فضلوا أخذ عطلهم في شهر رمضان، نظرا لصعوبة العمل في هذا الشهر، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية جدا، يضاف إليها حرارة الأفران، وإرهاق يوم كامل من العمل، وهو ما يفسر غياب بعض المحلات عن النشاط في هذا الشهر، واستئنافه بعد انقضائه، لكن وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن مائدة السهرة الرمضانية لا تكتمل دون صينية الشاي المزينة بالحلويات الشرقية المختلفة، التي تضفي على السهرة الرمضانية طعما ومذاقا ولونا خاصا، ممتلئا بالحلاوة والغبطة والفرح.