يسارع المؤمنون في هذا الشهر الكريم إلى إصلاح أنفسهم والعودة إلى الله من خلال الاجتهاد والإقبال على مختلف العبادات التي تحتسب أضعافا مضاعفة ومن ذلك حرصهم الشديد على أداء صلاة التراويح التي ينتظرها المسلمون في هذا الشهر المبارك من كل سنة طمعا منهم في كسب الثواب وزيادة في ميزان الحسنات من أجل نيل الثواب والغفران، حيث يصطف المصلون في صف واحد فور الانتهاء من صلاة العشاء من أجل تأدية صلاة التراويح حيث يستمعون فيها إلى تلاوة القرآن والحرص على ختمه مع نهاية هذا الشهر الكريم. ولكن يبدو أن شهر رمضان لهذا العام جاء مختلفا عن السنوات الماضية بالنسبة لفئة كبيرة من الجزائريين الذين يعيشون اختلافات هذا الشهر الفضيل التي تجلت بوضوح من خلال موسم الاصطياف الحار الذي جاء موافقا ليومياته الفضيلة، وأيضا من خلال مظاهر العطش والإرهاق الكبير الذي يميز يوميات رمضان الذي تسبب للأسف الشديد في عجز الكثيرين عن أداء بعض عبادات الشهر الكريم كصلاة التراويح التي دأب الكثيرون على الإسراع في أدائها، أين تعمر كل المساجد وبيوت الرحمان، لكن يبدو أن هذه السنة تشهد نقصا في صفوف هؤلاء المصلين مقارنة بالسنوات الماضية في بعض المساجد نتيجة الإرهاق الكبير الذي حرمهم من أداء هذه الشعيرة الدينية، إذ جاءت توقعات البعض بقضاء شهر رمضان حار ومرهق صائبة إلى حد كبير بعد أن حل علينا هذا الضيف الكريم رمضان شهر الصيام والغفران وطرق أبوابنا في فصل الصيف الحار على غير العادة، أين اختلفت طريقة استقباله من شخص لآخر ومن عائلة لأخرى، حيث استقبله البعض ببهجة عارمة لكن في ذات الوقت لم يستطيعوا القيام بكل شعائره التعبدية الدينية وأهمها صلاة التراويح والسبب حسب البعض هو ذلك الإرهاق الكبير الذي ينتاب عدد كبير من الصائمين بعد الإفطار مباشرة والذي تسبقه حالة العطش الكبيرة التي يكون عليها أغلب الصائمين لاسيما في ظل هذه الأجواء الصيفية الحارة، أين وصلت درجات الحرارة هذه الأيام إلى 46 تحت الظل بالمناطق الوسطى مما يؤدي بهم إلى الدخول في حالة كبيرة من التعب الذي أدى بدوره إلى عجزهم عن أداء صلاة التراويح التي كانت تدفعهم فيما مضى إلى الإسراع إلى بيوت الرحمان لأدائها. هذه المساجد التي كانت تشهد إقبالا لافتا من قبل جموع من المصلين من كلا الجنسين، ومن خلال احتكاكنا مع بعض هؤلاء المصلين من النساء اللائي تواجدن بإحدى مساجد العاصمة من أجل القيام بصلاة التراويح صرحوا لنا أن قدرتهم على الصلاة ليست مثل ما كانت عليه في السنوات الماضية نتيجة درجة الحرارة العالية التي يتحملنها طوال اليوم مما أثرت سلبا عليهن في عدم الانضباط في أداء صلاة التراويح على أحسن وجه، وفي هذا الصدد صرحت لنا السيدة (أمينة) البالغة من العمر 41 سنة بحالة الإرهاق الشديدة التي تمنعها من القيام بأداء هذه العبادة التي تحل كل عام مع قدوم هذا الشهر الفضيل لتفصح لنا في هذا المضمار أنها كانت خلال شهر رمضان السابق متحمسة للذهاب الى المسجد لأداء صلاة التراويح التي ترى أن أداءها خلال هذا الشهر يعني إتمام عبادة رمضان على أكمل وجه، لتضيف أنها وخلال اليوم تقرر بينها وبين نفسها التوجه إلى المسجد من أجل أداء هذه الصلاة لكن وبمجرد تفرغ العائلة من تناول وجبة الإفطار وبعد الجهود المبذولة طيلة اليوم التي تكون سببا في شعورها بالإرهاق مما يمنعها من التوجه لبيوت الرحمان لأداء هذه السنة.