أولا: السُّحور كلمة السُّحور مأخوذة من السحَر، والسحَر: قُبيل الصبح، وكأن السحور سمي باسم زمنه؛ لأنه يفعل في السحَر قبيل الفجر. والسَّحور هو: كلُّ طعام أو شراب يتغذَّى به آخر الليل من أراد الصيام. فضل السُّحور للسحور فضائل منها: _ السُّحور بركة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (هو الغداء المبارك) يعني السحور. - السحور من خصائص هذه الأمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أَكْلَةُ السحر). - صلاة الله عز وجل وملائكته على المتسحرين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السحور كله بركة؛ فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعةً من ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين). من حِكم السحور ومقاصده - أنه معونة على العبادة، فإنه يعين الإنسان على الصيام. - وفيه مخالفة أهل الكتاب؛ فإنهم لا يتسحرون. استحباب تأخيره عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية). أفضل السحور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعم سحور المؤمن التمر). وقت الإمساك قال الله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ). وكان بلال يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر) (ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا، وينزل ذا). ثانيا: الفطر هو عدم الإمساك عن الطعام أو الشراب، ويحصل الفطر في الصيام بتناول شيء من الطعام أو الشراب أو سائر المفطرات، مع عدم وجود المانع منه كالنسيان مثلاً. وقت الإفطار قال الله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ). قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم). استحباب تعجيل الفطر من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور، والتعجيل إنما يكون بعد التأكد من مغيب الشمس، ولا يجوز لأحد أن يفطر وهو شاك هل غابت الشمس أم لا؟ لأن الفرض إذا لزم بيقين لم يخرج عنه إلا بيقين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم). أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون). وإنّما حضّ عليه السلام على تعجيل الفطر؛ لئلا يزاد في النهار ساعة من الليل، فيكون ذلك زيادة في فروض الله، ولأن ذلك أرفق بالصائم وأقوى له على الصيام. ما يفطر عليه الصائم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات شرب ماءً. تفطير الصائمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً).