يستعد المسلمون كافة عبر أنحاء الوطن العربي إلى استقبال شهر رمضان من خلال تنظيف المساجد والمنازل تتنافس النساء على شراء كل متطلبات المنزل ترحيبا بهذا الشهر الكريم وبمجرد إعلان ثبوت رؤية الهلال عبر وسائل الإعلام المختلفة وبدء الصوم تدب الفرحة والسرور في نفوس جميع المسلمين، وبما أننا نعيش نفحات هذا الشهر الكريم وما يميزه من رحمة وتسابق بين الناس لنيل أكبر قدر من الأجر والثواب أين تعرف المساجد إقبالا للمواطنين من مختلف الفئات رغم درجات الحر العالية التي حرمت البعض الآخر من أداء هذه السنة على أتمم وجه. يتجه معظم الجزائريين إلى المساجد في جماعات رجالا ونساءً وشبابا وحتى الاطفال منهم من أجل تأدية صلاة التراويح في جماعة، وهو نفس الحال بالنسبة للنسوة اللواتي يسارعن لإتمام أعمالهن المنزلية بعد الانتهاء من الإفطار حتي يتمكن من اللحاق بالمساجد لأداء صلاة التراويح رفقة أطفالهن الصغار الذين يلزمنهن طوال فترة الصلاة بحجة تعويدهم على الصلاة، هؤلاء النسوة اللواتي تعلقت قلوبهن أيضا بصلاة التراويح داخل المساجد والتي يرينها وإلى جانب أنها أجر لهن فإن لها طعم خاص في شهر رمضان يزدهن تقوى وورعا، فتجدهن وراء إفطار المغرب ومع رفع المؤذن صلاة العشاء يتدفقن على المساجد بعضهن يتركن مسلسلاتهن المفضلة والبرامج التي عادة ما تستهوي النسوة خاصة في شهر رمضان وكذلك واجباتهن وكل شيء من أجل تلك الساعات التي يمضينها في الاستماع إلى تلاوة القرآن. فكل هذه الأشياء تعد جميلة وتبعث بالارتياح في نفس المؤمن وتعطي رمضان رائحته الخاصة به، وهي من مظاهر الإيمان والتقوى التي ينفرد بها المجتمع الجزائري بصفة خاصة والمجتمعات المسلمة بصفة عامة، ولكن قد تجد هناك من يعمد إلى تشويه مثل هذه المناظر الجميلة التي تبعث بالارتياح وذلك من خلال تعمدهم القيام بأفعال تتنافى وطبيعة القيم المنبعثة في شهر رمضان وخاصة إن كانت تلك الأفعال السيئة التي تقوم بها بعض النسوة مع سابق إصرار وتعمد مما تجعل من ذهابها إلى المساجد قصد أداء صلاة التراويح بالأمر غير المستحب بل وممنوعا في بعض الأحيان نتيجة ما يصدر منهن، حيث نسمع في كل سنة تشديد الأئمة بمجرد حلول شهر رمضان على المصلين القادمين إلى المساجد بضرورة الالتزام بشروط الصلاة الصحيحة من خلال الخشوع في الاستماع الى تلاوة القرآن الكريم والإخلاص في النية، وككل مرة كانت توجه كل هذه النصائح وبوجه الخصوص إلى صفوف النسوة اللائي عادة ما يقمن ببعض التصرفات غير المستحبة خلال وقت الصلاة ضاربين حرمة المسجد عرض الحائط، غير مبالين بما يتلى على مسامعهن من القرآن، إذ تتعمد الكثيرات منهن إلى الحضور إلى المساجد رفقة أطفالها الصغار الذين لا يعرفون لا معنى الصلاة ولا أحرف القرآن سوى اللعب في الأماكن المخصصة للصلاة أو الشجار الذي يليه الصراخ الذي يؤدي بدوره إلى تدخل الأمهات لفكه تاركين الصلاة، وكل هذا حتى لا يتركن أبنائهن لوحدهم بالبيوت أو لأنهن وحسب قولهن يردن أن يعلمن أطفالهن كيفية الصلاة وبعث الروح الإيمانية في نفوسهم من أجل التقرب إلى الله، متناسين أنهن بأماكن مقدسة لها حرمتها وآداب التصرف جزء من هذه الحرمة وكذلك الإنصات إلى الإمام واحترام باقي المصلين. الأمر الذي أدى إلى استياء الكثير من المصلين والمصليات بسبب لامبالاة هؤلاء النسوة اللائي أسرفن في الحديث عن أمور الدنيا وتبادل أطراف الحديث مما يقلل من أجرهن وقيمتهن.