لازالت المحطات العشوائية أو كما يسميها الكل بمحطات الموت تغامر بحياة العديد من المسافرين في ظل القيادة المتهورة لبعض السائقين لاسيما خلال الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه حوادث المرور بكثرة، بحيث كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائرالعاصمة عن تسجيل أزيد من 170 حادث مرور منذ بداية شهر رمضان، وغالبا ما تكون تلك المحطات على مستوى حواف الطرق السريعة مما يؤدي إلى تكرر حوادث يروح ضحيتها العديد من المواطنين بعد أن يمكثوا بتلك المحطات لانتظار حافلات تقلهم إلى بيوتهم، إلا أنه غالبا ما تكون وجهتهم المستشفيات في مشاهد تراجيدية تحزن لها القلوب وتتزعزع لها مشاعر الكل. عاشت محطة لاكوت ببئر مراد رايس بالعاصمة مساء الإثنين الماضي حوالي الرابعة و17 دقيقة بعد الزوال على وقع حادث مأساوي وقفنا عليه خلف 9 ضحايا، اثنان منهم في حالة خطيرة بحيث بترت رجل أحد الكهول وتعرض إلى نزيف حاد على مستوى الرجل والرأس، بالإضافة إلى الجرحى الآخرين الذين اختلفت إصابتهم بعد أن ارتطمت أجسامهم بالأرض بسبب الصدمة القوية الذي فقد فيها السائق سيطرته على السيارة نتيجة السرعة الفائقة في ذلك المنحدر الخطير، وعاشت المنطقة حالة من الرعب والفزع في تلك الأمسية الرمضانية التي كان يمكث فيها هؤلاء المسافرون على حافة المحطة في أمان الله وهم يحملون أكياس قوت أبنائهم وذويهم إلا أن الوجهة لم تكن بيوتهم بل كانت أبواب المستشفيات بعد أن اصطدمت بهم سيارة من نوع (بارتنير) رمادية اللون وأدت إلى حدوث مجزرة حقيقية زرعت الرعب في قلوب المسافرين الآخرين، كما أن وضعية المحطة تنبئ بتكرر تلك الحوادث على مستواها بالنظر إلى انعدام ظروف أمن وسلامة المسافرين خاصة وأن التوقف العشوائي للحافلات جعل المسافرين أول الضحايا. وحسب ما أعلمنا به السيد سفيان بختي المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية لولاية الجزائر فإن الحادث خلف 9 جرحى، 7 رجال اثنين منهم في حالة خطيرة و2 نساء، والحادث تطلب تدخل خمس وحدات للحماية المدنية تقرب تلك النقطة على غرار بئر مراد رايس، عين النعجة، كما تدعم في الحال مكان الحادث بثلاث سيارات للإسعاف من أجل نقل الجرحى إلى المستشفى، كما قال إن وضعية المحطة تنبئ بحدوث مثل تلك الحوادث التي تشهدها خاصة الفترات الصباحية وكذا المسائية في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى العمل نتيجة السرعة الفائقة في ذلك المنحدر الذي يتطلب التريث بالنظر إلى وجوده قرب محطة للمسافرين، وأنه في السنة الماضية أدى إلى قتل شخصين في الحال بعد دهسهما بسيارة هناك مما يوجب اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإيقاف تلك الحوادث. عبر الكل عن تآزرهم مع ضحايا حادث المرور المأساوي الذي تعرض له هؤلاء المسافرون الذين تلهفوا إلى العودة إلى ذويهم بعد ساعات من العمل بعد يوم رمضاني شاق ومتعب، وكان الكل يطمح إلى العودة إلى بيته محملا بما استطاع أن يجلبه من قوت إلى أولاده وما كان ظاهرا للعيان من خلال تلك السلع التي تبعثرت هنا وهناك في مكان الحادث، إلا أن القدر كان أقوى ولامبالاة بعض السائقين وتهورهم في القيادة غالبا ما تكون نتيجتها الغدر بمواطنين أبرياء وتعريضهم إلى حوادث خطيرة، فهم إن سلموا من الموت لن يسلموا من العاهات المستديمة التي تلازمهم طوال حياتهم، ولم يبخل كافة المواطنين الذين شاهدوا الحادث على مساندة هؤلاء الجرحى وإسعافهم وتزويدهم بضمادات لإيقاف نزيف بعضهم، كما بينوا استيائهم من تكرر تلك المآسي على مستوى تلك النقطة بالنظر إلى محاذاتها للطريق السريع وكذا لمنحدر خطير على الجهة اليسرى من المحطة والذي كان شاهدا على العديد من المآسي حسب شهود عيان.