شهدت الأسواق حركة غير عادية بحر هذا الأسبوع الأخير الذي يسبق حلول العيد، وازدادت الأجواء حدة عشية المناسبة بعد أن راحت أغلب العائلات إلى الاستعداد لعيد الفطر المبارك وللدخول بعده في فترة الإفطار التي تتطلب التزود بمختلف الخضراوات التي تحتاجها النسوة في طبخ الوجبات بمعدل وجبتين في اليوم بعد أن اختزلت في شهر الصيام في وجبة واحدة، ما يدفع المواطنين إلى جلب السلع بكميات متزايدة من أجل استقبال الضيوف في يومي العيد. إلا أن الكل اصطدم بتسارع أغلب التجار إلى انتهاز الفرص لإشعال جيوب الزبائن في هذه الفترة بالذات، وكانت الأسعار على نفس الوتيرة الملتهبة التي شهدها الأسبوع الأول من رمضان المعظم بعد أن تيقن التجار من الإقبال الكبير للزبائن على الخضر قبيل العيد بما تفرضه المناسبة واستعدادا لاستقبال الضيوف وتحضير بعض الأطباق التقليدية. وفي جولة لنا عبر بعض الأسواق داخل العاصمة وخارجها قبيل العيد لفت انتباهنا الارتفاع الملحوظ الذي مس أغلب السلع الأساسية على مستوى الأسر الجزائرية في مثل تلك المناسبات على غرار الكوسة التي ارتفعت إلى 120 دينارا بعد أن كان سعرها لا يتعدى 30 دينارا، الفلفل بنوعيه ب 100 دينار، السلطة حطمت الرقم القياسي بعرضها ب 130 دينار بعد أن كانت تعرض ب 60 دينارا، وحتى الطماطم التي نزلت إلى 20 و25 دينارا ارتفعت إلى 45 دينارا واتحدت مع البصل في نفس السعر. اقتربنا من السوق الجواري لبلدية بئر توتة ووقفنا على نار الأسعار التي أعلنها التجار هناك والتي مست مختلف السلع التي يحتاجها الزبون، بحيث بيّن الزبائن تذمرهم من نار الأسعار التي باتت تحرق جيوبهم في المناسبات وتعكر نشوة فرحهم، ويذهب التجار إلى انتهاز الفرص قصد الانقضاض على جيوبهم منهم السيدة سميرة التي قالت إنها تفاجأت بعد أن أعلمها التاجر عن سعر الخس والذي بلغ 130 دينارا بعد أن كان لا يتعدى 60 دينارا في أوائل الأسبوع ليفاجأوا بذلك السعر عشية العيد لتضيف أن كل الخضر لم تسلم من اللهيب فحتى البطاطا ارتفعت من 35 إلى 50 دينارا، الفلفل بنوعيه 100 دينار لتختم بالقول إن ما أدهشها هو تسارع التجار إلى إعلان جشعهم قبيل المناسبات في كل مرة وهي سلوكات لا تخدم القدرة الشرائية للمواطنين التي هي في تدنّ مستمر وتفوقها كثيرا تلك الأسعار المعلنة. نفس الوتيرة شهدتها أسعار اللحوم بنوعيها لاسيما اللحوم البيضاء التي تعتمد عليها الكثير من الأسر خلال المناسبات قصد تحضير الأطباق التقليدية على غرار الكسكس والرشتة، وفيما لم ينزل سعر اللحم عن 1500 دينار جزائري عرضت اللحوم البيضاء بسعر 350 دينار للكيلوغرام الواحد وهو ما أثار حفيظة الزبائن الذين احتاروا في كيفية ملء قفة العيد بعد أن أنهكت قواهم قفة رمضان المعظم لمدة شهر كامل تخبطوا فيها مع مداخيلهم البسيطة لإتمام ركن الصيام بسلام، واحتار الكل من غياب الرقابة على الرغم من أنها فترات يعلم الخاص والعام بازدياد وتيرة الأسعار فيها بفعل الجشع المعلن للتجار على حساب المواطنين مما يزيد من تدني قدراتهم الشرائية.